الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4567 - وعن علي - رضي الله عنه - قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي ، فوضع يده على الأرض ، فلدغته عقرب ، فناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنعله فقتلها . فلما انصرف قال : " لعن الله العقرب ، ما تدع مصليا ولا غيره - أو نبيا وغيره " - ثم دعا بملح وماء ، فجعله في إناء ، جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين . رواهما البيهقي في " شعب الإيمان "

التالي السابق


4567 - ( وعن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة يصلي ، فوضع يده على الأرض ) قال الطيبي : هو جواب بينا ، وهذا يؤيد قول من قال : إن بينا وبينما ظرفان متضمنان بمعنى الشرط ، فلذلك اقتضيا جوابا ، وقد سبق تمام تقريره في أول كتاب الإيمان ، ( فلدغه ) أي : أصبعه - صلى الله عليه وسلم - ( عقرب ، فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : أي ضربها ( بنعله فقتلها ) . وفي الحديث : " إذا وجد أحدكم عقربا وهو يصلي فليقتلها بنعله اليسرى " . على ما رواه أبو داود في مراسليه ، عن رجل من الصحابة . ( فلما انصرف ) : أي عن الصلاة ( قال : لعن الله العقرب ما تدع مصليا ) : أي ما تترك عن أذاها مصليا من نبي وولي ( ولا غيره ) : أي ولا غير مصل ، أو المعنى لا تدع أحدا لا حال صلاته ولا غيرها بغير لدغ ، والجملة علة لاستحقاق اللعن ( أو نبيا وغيره ) . شك من الراوي ، لكن في الجامع برواية ابن ماجه عن عائشة : " لعن الله العقرب ما تدع المصلي وغير المصلي ، اقتلوها في الحل والحرم " وفي رواية البيهقي ، عن علي : لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره إلا لدغتهم . ( ، ثم دعا ) : أي طلب ( بماء وملح ، فجعله ) : أي كلا منهما أو المجموع أو المذكور ( في إناء ، ثم جعل ) : أي شرع ( يصبه ) : أي ما

[ ص: 2888 ] في الإناء ( على أصبعه حيث لدغتها ) : أي في مكان لدغها ( ويمسحها ) : أي الأصبع أو موضع لدغها ( ويعوذها بالمعوذتين رواهما ) : أي هذا الحديث ، والذي قبله ( البيهقي في شعب الإيمان ) . ورواه الطبراني في الصغير على ما ذكره الجزري في الحصن ، عن علي - كرم الله وجهه - أنه قال : لدغت النبي - صلى الله عليه وسلم - عقرب وهو يصلي ، فلما فرغ قال : " لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره " . ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ : قل ياأيها الكافرون ، و ، قل أعوذ برب الفلق ، و قل أعوذ برب الناس ثم ذكر الجزري : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرقي اللديغ بالفاتحة . رواه أصحاب الصحاح عن أبي سعيد ، وزاد الترمذي : سبع مرات .




الخدمات العلمية