الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4602 - وعن قتادة - رضي الله عنه - قال : خلق الله تعالى هذه النجوم لثلاث : جعلها زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن قال فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا يعلم . رواه البخاري تعليقا - وفي رواية رزين : ( وتكلف ما لا يعنيه وما لا علم له به ، وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة ) .

التالي السابق


4602 - ( وعن قتادة ) : رضي الله تعالى عنه تابعي جليل مشهور ، سبق ذكره وهو من أجلاء المفسرين . ( قال : خلق الله تعالى هذه النجوم لثلاث ) أي : من الحكم ( جعلها زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ) أي : كما قال تعالى : ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ( وعلامات يهتدى بها ) بصيغة المجهول . قال تعالى : ( وبالنجم هم يهتدون ) ( فمن تأول فيها بغير ذلك ) أي : من ذكر في النجوم فائدة أخرى من غير ما ذكر ( أخطأ ) أي : حيث تكلم رجما بالغيب ( وأضاع نصيبه ) أي : حظه من عمره وهو الاشتغال بما يعنيه ، وينفعه في الدنيا والآخرة ( وتكلف ما لا يعلم ) أي : شيئا يتصور علمه ; لأن أخبار السماء لا تعلم إلا من طريق الكتاب والسنة ، وليس فيهما أزيد مما تقدم والله أعلم . ومن حكايات الظرفاء أن منجما سرق منه شيء فقال له بعض العارفين : أنت لا تعرف ما في الأرض كيف تدعي معرفة ما في السماء ؟ ( رواه البخاري تعليقا ) أي : بلا إسناد . ( وفي رواية رزين : وتكلف ما لا يعنيه ) أي : ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه كما في الحديث المشهور . ( وما لا علم له به ) . قال الطيبي : ليس نفيا لما يتعاناه المنجم من الأحكام وإثباتا لغيره ، بل نفيه بالكلية ، ويؤيده ما اتبعه من قوله : ( وما عجز عن علمه الأنبياء والملائكة ) أي : حيث لم يظهر منهم شيء ، وإلا فالله أعلم بأنهم يعلمون بعض الأحكام المتعلقة بالنجوم أم لا .




الخدمات العلمية