الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4640 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إياكم والجلوس بالطرقات " . فقالوا : يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها . قال : " فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه " قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر " . متفق عليه .

التالي السابق


4640 - ( وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إياكم والجلوس بالطرقات ) أي : فيها . وفي رواية على الطرقات ، وهي جمع الطرق جمع الطريق ( قالوا ) أي : بعض الأصحاب ( يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد ) : بضم موحدة وتشديد دال مهملة . قال الطيبي : من مجالسنا متعلق بقوله بد ، أي : ما لنا فراق منها ، والمعنى : أن الضرورة قد تلجئنا إلى ذلك ، فلا مندوحة لنا عنه ، ومن جملة ما نحتاج إليه ما بينه بقوله ( نتحدث فيه ) أي : يحدث بعضنا بعضا فيما يتعلق بأمر دنيوي أو أخروي ، كالمشاورة والمذاكرة ، والمعالجة والمعاملة والمصالحة . ( قال : فإذا أبيتم ) أي : امتنعتم عن ترك المجالسة بالكلية للضرورة الداعية إليها في الجملة وتركتم ( إلا المجلس ) : بفتح الميم على أنه مصدر ميمي بمعنى الجلوس ( فأعطوا الطريق حقه ) : ووقع في نسخة السيد جمال الدين بكسر اللام وهو غير مستقيم المعنى هنا ، فإنه اسم مكان أو زمان ، ولم يصح منه إرادة المصدر المراد في هذا المقام ، ففي القاموس : جلس يجلس جلوسا ومجلسا كمقعد والمجلس أي : بالكسر موضعه . وقال ابن الملك في شرح المشارق : المجلس بفتح اللام مصدر ميمي ، أي : إذا امتنعتم عن الأفعال إلا عن الجلوس في الطريق أي : إذا دعت حاجة لمصلحة الجيران وغيره فأعطوا الطريق حقه واقعدوا فيه بقدر الحاجة . ( قالوا : وما حق الطريق ) : ولعل وضع الظاهر موضع الضمير لئلا يتوهم رجوعه إلى الحق ; لأن حق الحق هو ترك القعود على الوجه المطلق ( يا رسول الله ؟ ) أي : بين لنا بما أراك الله ( قال : غض البصر ) أي : كفه عن النظر إلى المحرم أو منع النظر عن عورات الناس ( وكف الأذى ) أي : الامتناع عن أذى المارين بالتضييق وغيره ( ورد السلام ) أي : على المسلمين ( والأمر بالمعروف ) أي : على الوجه المعروف عند العارفين ( والنهي عن المنكر ) : لكن بحيث لا يتعدى إلى الأمر الأنكر ( متفق عليه ) : ورواه أحمد وأبو داود عن أبي سعيد على ما في الجامع .




الخدمات العلمية