الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4787 - وعن عمرو بن الشريد ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فقال : " هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ " قلت : نعم . قال : " هيه " فأنشدته بيتا . فقال : " هيه " ثم أنشدته بيتا فقال : " هيه " حتى أنشدته مائة بيت . رواه مسلم .

التالي السابق


4787 - ( وعن عمرو بن الشريد - رضي الله عنه - ) : سبق ذكرهما ( عن أبيه ، قال : ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) : بكسر الدال أي : ركبت خلفه ، ورواية الشمائل : كنت رديفه يوما ، وهذا يدل على كمال قربه ويشعر إلى كمال حفظه ( قال : " هل معك من شعر أمية ) : بالتصغير ( ابن أبي الصلت ) : بفتح فسكون ( شيء ) : بيانه مقدم . قال شارح : وإنما استنشد شعر أمية ؛ لأنه كان ثقفيا ، أدرك مبادئ الإسلام وبلغه خبر المبعث ، لكنه لم يوفق للإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال ميرك : كان رجلا مترهبا غواصا في المعاني معتنيا بالحقائق مضمنا لها في أشعاره ؛ ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - في شأنه : " كاد أن يسلم " وفي خبر آخر : آمن لسانه وكفر قلبه . ( قلت : نعم . قال : هيه ) : بكسر هاءين وسكون تحتية بينهما أي : هات . قال ابن الملك : هو بمعنى إيه بكسر الهمزة فأبدلت الهمزة هاء ، وهو اسم فعل بمعنى الأمر أي : تكلم وقد ينون فتحا وكسرا للتنكير أي : حدث حديثا ( فأنشدته بيتا ) أي : قرأت له بيتا من أشعار أمية فأعجبه ( فقال : هيه ) أي : زد . في النهاية : تقول للرجل إيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما ، فإن نونته استزدته من حديث ما غير معهود للتنكير . ( ثم أنشدته بيتا . فقال : هيه ، حتى أنشدته مائة بيت ) : والغرض أنه - صلى الله عليه وسلم - استحسن شعر أمية واستزاد من إنشاده لما فيه من الإقرار بوحدانية الله تعالى والبعث ، وهذا يؤيد قول من قال من أرباب الحال : انظر إلى ما قال ، ولا تنظر إلى من قال ، ويوافق حديث : الحكمة ضالة المؤمن ، وفيه استحباب إنشاد الشعر المحمود المشتمل على الحكمة . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية