الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4925 - عن ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365552nindex.php?page=treesubj&link=28791لا يرد القدر إلا الدعاء ، nindex.php?page=treesubj&link=18051_18043ولا يزيد في العمر إلا البر ، nindex.php?page=treesubj&link=29494وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
4925 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان ) أي : مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=10365553لا يرد القدر ) بفتح الدال وقد يسكن أي : القضاء المعلق ( إلا الدعاء ) ، أي : المستجاب المحقق ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10365554ولا nindex.php?page=treesubj&link=18043_18051يزيد في العمر ) بضمتين ، وهو الأفصح وبضم فسكون أي : أيام الحياة الفانية التي خلقت لعمارة الحياة الباقية ( إلا البر ) ، كما روي أن الدنيا مزرعة الآخرة ، فالدنيا معمر والآخرة معبر . قال التوربشتي : يحتمل أن يكون المراد بالقدر أمرا لولا الدعاء لكان مقدرا وبالعمر ما لولا البر لكان قصيرا ، وهو القضاء المعلق في اللوح المحفوظ المكشوف لملائكته ، وبعض خلص عباده من أنبيائه وأوليائه ، لا من القضاء المبرم المتعلق به علم الله المعبر عنه بأم الكتاب في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ، فيكون الدعاء والبر سببين من أسباب ذلك ، وهما
[ ص: 3088 ] مقدران أيضا كتقدير حسن الأعمال وسيئها اللذين من أسباب السعادة والشقاوة ، مع أنهما مقدران أيضا ، أو المراد برد القدر تسهيل للأمر المقدور عليه حتى يصير كأنه قد رد ، nindex.php?page=treesubj&link=18051والمراد بزيادة العمر البركة فيه ، ففي شرح السنة ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني في معنى الحديث أن دوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء ، فكأنما رده والبر يطيب له عيشه ، فكأنما زيد في عمره ، والذنب يكدر عليه صفاء رزقه إذا فكر في عاقبة أمره فكأنما حرمه . ( وإن الرجل ليحرم ) : بصيغة المفعول وقوله : ( الرزق ) : بالنصب على أنه مفعول ثان ، والمعنى : nindex.php?page=treesubj&link=29494ليصير محروما من الرزق ( بالذنب ) أي : بسبب ارتكابه ( يصيبه ) أي : حال كونه يصيب الذنب ويكتسبه . قال المظهر : له معنيان أحدهما : أن يراد بالرزق ثواب الآخرة ، وثانيهما : أن يراد به الرزق الدنيوي من المال والصحة والعافية ، وعلى هذا إشكال فإنا نرى الكفار والفساق أكثر مالا وصحة من الصلحاء ، والجواب أن الحديث مخصوص بالمسلم يريد الله به أن يرفع درجته في الآخرة ، فيعذبه بسبب ذنبه الذي يصيبه في الدنيا . قلت : وهذا أيضا من القضاء المعلق ; لأن الآجال والآمال والأخلاق والأرزاق كلها بتقديره وتيسيره . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ) : وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان والحاكم في صحيحيهما ، والبغوي في شرح السنة ذكره ميرك . وفي الجامع الصغير : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360310لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي والحاكم عن سلمان ، وفي الحصن : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10360310لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، والحاكم في مستدركه . قال ميرك : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن سلمان ، والباقيان عن ثوبان ، لكن في روايتهما : لا يرد القدر ، كما نقله صاحب السلاح عنهما . وفي الترغيب للمنذري عن ثوبان كما في أصل المشكاة ، وقال : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان والحاكم واللفظ له ، وقال : صحيح الإسناد ، والله أعلم .