الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5013 - ورواه في " شرح السنة " عن أبي مالك بلفظ " المصابيح " مع زوائد وكذا في " شعب الإيمان " .

التالي السابق


5013 - ( ورواه ) أي : البغوي ( في شرح السنة ) أي : بإسناده ( عن أبي مالك ) : قال المؤلف في فصل الصحابة : هو كعب بن عاصم الأشعري كذا قاله البخاري في التاريخ وغيره ، روى عنه جماعة ، مات في خلافة عمر ( بلفظ المصابيح مع زوائد ) أي : مع كلمات زائدة أو مع زوائد فوائد على حديث أبي داود ( وكذا ) أي : مثل حديث المصابيح ( في شعب الإيمان ) أي : للبيهقي ، ولفظ المصابيح هكذا عن أبي مالك الأشعري ، أنه قال : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قال : " إن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة " . فقال أعرابي : حدثنا من هم ؟ فقال : " هم عباد من عباد الله من بلدان شتى وقبائل شتى لم يكن بينهم أرحام يتواصلون ، ولا دنيا يتباذلون بها يتحابون بروح الله يجعل الله وجوههم نورا ويجعل لهم منابر من نور قدام عرش الرحمن " قال ابن مالك في شرحه : هذا عبارة عن قرب المنزلة من الله عز وجل . وقال شارح آخر ، قوله : قدام الرحمن أي : قدام عرش الرحمن ، يفزع الناس ولا يفزعون ، ويخاف الناس ولا يخافون . قال ابن الملك : الفرق بين الفزع والخوف أن الفزع أشد أنواع الخوف ، وقيل : الفزع خوف مع جبن والخوف غم يلحق الإنسان بسبب أمر مكروه سيقع اهـ .

والأظهر في الفرق أن المراد بالفزع هنا الاستغاثة على ما في القاموس وهي تنشأ من خوف العقوبة ، وقد تكون من طمع تعلية الدرجة والله أعلم . هذا وكان حق المؤلف أن يصدر الحديث بقوله عن ابن مالك ، ويأتي بالحديث على ما في المصابيح بمقتضى أصله فيقول : رواه البيهقي في الشعب ، وكذا رواه في شرح السنة ، ثم يقول : ورواه أبو داود ونحوه مع تغيير يسير ، لكن من رواية عمر ; لأن التصنيف مهما أمكن حقه أن لا يغير .

[ ص: 3140 ]



الخدمات العلمية