[ والفرع السابع ] ( و ) الفرع السابع ( ما رواه عن أبي هريرة ) بكسر تاء التأنيث ، - رضي الله عنه - ( محمد ) أي : ابن سيرين ( و ) رواه ( عنه ) أي : عن ابن سيرين ( أهل البصرة ) بفتح الموحدة على المشهور ، ( وكرر ) أي : ابن سيرين أو الراوي من البصريين عنه ( قال بعد ) أي : بعد أبي هريرة ; بأن قال بعده : " قال : قال " بحذف فاعل " قال " الثاني .
مثاله ما رواه الخطيب في الكفاية من طريق دعلج ، ثنا موسى بن هارون هو الحمال ، بحديث حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال : الملائكة تصلي على أحدكم ، ما دام في مصلاه .
وقد رواه كذلك النسائي في الكبرى ، عن عمرو بن زرارة ، عن إسماعيل ابن علية ، عن أيوب ، ومن [ ص: 167 ] حديث النضر بن شميل عن عبد الله بن عون ، كلاهما عن ابن سيرين ( فالخطيب روى ) عن موسى المذكور ( به ) أي : في الآتي كذلك ( الرفع ) ، فإنه قال : إذا قال حماد بن زيد والبصريون : قال : قال ، فهو مرفوع .
وقال الخطيب عقبه : قلت للبرقاني : أحسب أن موسى عنى بهذا القول أحاديث ابن سيرين خاصة ، فقال : كذا يجب .
قال الخطيب : ويحققه وساق من طريق بشر بن المفضل عن خالد ، قال : قال محمد بن سيرين : كل شيء حدثت عن أبي هريرة فهو مرفوع ، ولذلك أمثلة كثيرة ، منها ما رواه البخاري في المناقب من ( صحيحه ) ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد به إلى أبي هريرة قال : قال : أسلم ، وغفار ، وشيء من مزينة . . . الحديث .
وروى غيره من حديث عبد الوارث عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال : قال : إذا اشتد الحر ، فأبردوا بالصلاة .
( وذا ) أي : الحكم بالرفع فيما يأتي عن ابن سيرين بتكرير " قال " خاصة - ( عجيب ) ; لتصريحه بالتعميم في كل ما رواه عن أبي هريرة ، بل لولا ثبوت هذا القول عنه ، لم يسغ الجزم بالرفع في ذلك ; إذ مجرد التكرير من ابن سيرين وغيره على الاحتمال ، وإن كان جانب الرفع أقوى .
فقد وجدنا الكثير مما جاء عن غير ابن سيرين كذلك جاء بصريح الرفع في رواية أخرى ; كحديث شعبة عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال : لا يصلي أحدكم وهو يجد الخبث .
وحديث زيد بن الحباب عن أبي المنيب عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال : الوتر حق ، فمن لم يوتر فليس منا .
[ ص: 168 ] وحديث أبي نعامة السعدي ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر قال : قال : كيف أنتم - أو قال : كيف أنت - إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة . . . الحديث - فآخرها جاء من حديث أبي العالية البراء عن ابن الصامت بصريح الرفع ، والأولان ذكر الخطيب مع قوله : شبه فيهما الرفع ، أنهما جاءا من طريقين آخرين مرفوعين .
خاتمة : لو أريد عزو لفظ مما جاء بشيء من كنايات الرفع وما أشبهها على ما تقرر في هذه الفروع بصريح الإضافة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ممنوعا ، فقد نهى أحمد بن حنبل الفريابي ، وابن المبارك عيسى بن يونس الرملي عن رفع حديث : حذف السلام سنة .
وقال المصنف بعد حكايته في تخريجه الكبير لـ ( الإحياء ) ما حاصله : المنهي عنه عزو هذا القول إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا الحكم بالرفع . انتهى . [ وكأنه للتنزيه إن لم يمنعا الرواية بالمعنى ] .


