[ ص: 470 ] 60 - قالوا : حديثان متناقضان فيما ينجس من الماء

قالوا : رويتم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في غير حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=949991nindex.php?page=treesubj&link=448الماء لا ينجسه شيء ، ثم رويتم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=949992nindex.php?page=treesubj&link=448إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا ، وهذا دليل على أن ما لم يبلغ قلتين حمل النجس ، وهذا خلاف الحديث الأول .

قال أبو محمد : ونحن نقول : إنه ليس بخلاف للأول ، وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=949991الماء لا ينجسه شيء على الأغلب والأكثر ؛ لأن الأغلب على الآبار والغدران أن يكثر ماؤها ، فأخرج الكلام مخرج الخصوص ، وهذا كما يقول : السيل لا يرده شيء ، ومنه ما يرده الجدار ، وإنما يريد الكثير منه لا القليل ، وكما يقول النار لا يقوم لها شيء ، ولا يريد بذلك نار المصباح الذي يطفئه النفخ ولا الشرارة ، وإنما يريد نار الحريق ، ثم بين لنا بعد هذا بالقلتين مقدار ما تقوى عليه النجاسة من الماء الكثير الذي لا ينجسه شيء .

[ ص: 470 ] 60 - قَالُوا : حَدِيثَانِ مُتَنَاقِضَانِ فِيمَا يَنْجُسُ مِنَ الْمَاءِ

قَالُوا : رُوِّيتُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ : nindex.php?page=hadith&LINKID=949991nindex.php?page=treesubj&link=448الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ رُوِّيتُمْ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=949992nindex.php?page=treesubj&link=448إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجَسًا ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَا لَمْ يَبْلُغْ قُلَّتَيْنِ حَمَلَ النَّجَسَ ، وَهَذَا خِلَافُ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ .

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ : وَنَحْنُ نَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ بِخِلَافٍ لِلْأَوَّلِ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : nindex.php?page=hadith&LINKID=949991الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ عَلَى الْأَغْلَبِ وَالْأَكْثَرِ ؛ لِأَنَّ الْأَغْلَبَ عَلَى الْآبَارِ وَالْغُدْرَانِ أَنْ يَكْثُرَ مَاؤُهَا ، فَأَخْرَجَ الْكَلَامَ مَخْرَجَ الْخُصُوصِ ، وَهَذَا كَمَا يَقُولُ : السَّيْلُ لَا يَرُدُّهُ شَيْءٌ ، وَمِنْهُ مَا يَرُدُّهُ الْجِدَارُ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ الْكَثِيرَ مِنْهُ لَا الْقَلِيلَ ، وَكَمَا يَقُولُ النَّارُ لَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ ، وَلَا يُرِيدُ بِذَلِكَ نَارَ الْمِصْبَاحِ الَّذِي يُطْفِئُهُ النَّفْخُ وَلَا الشَّرَارَةَ ، وَإِنَّمَا يُرِيدُ نَارَ الْحَرِيقِ ، ثُمَّ بَيَّنَ لَنَا بَعْدَ هَذَا بِالْقُلَّتَيْنِ مِقْدَارَ مَا تَقْوَى عَلَيْهِ النَّجَاسَةُ مِنَ الْمَاءِ الْكَثِيرِ الَّذِي لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ .