[ ص: 273 ] قالوا : حديثان متدافعان متناقضان .
42 - . من مات وعليه دين
قالوا : رويتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصلي على المدين إذا لم يترك وفاء بدينه ، ثم رويتم أنه قال : وفي حديث آخر من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا فعلي يعني : عيالا فقراء ، وأطفالا لا كافل لهم . فكيف يترك الصلاة على من ألزم نفسه قضاء الدين عنه ؟ والقيام بأمر ولده وعياله بعده ، وهذا تناقض . من ترك كلا فإلى الله ورسوله
قال أبو محمد : ونحن نقول إنه ليس في هذا - بحمد الله تعالى - تناقض ، لأن تركه الصلاة على المدين إذا لم يترك وفاء بدينه كان ذلك في صدر الإسلام قبل أن يفتح عليه الفتوح ويأتيه المال ، وأراد أن لا يستخف الناس بالدين ، ولا يأخذوا ما لا يقدرون على قضائه ، فلما أفاء الله - عز وجل - عليه وفتح له الفتوح ، وأتته الأموال ، جعل للفقراء والذرية نصيبا في الفيء ، وقضى منه دين المسلم .