عبيد الله بن الحسن ثم نصير إلى تناقض عبيد الله بن الحسن ، وقد كان ولي قضاء البصرة فنهج من قبيح مذاهبه وشدة تناقض قوله ، على ما هو أولى بأن يكون تناقضا مما أنكروه ، وذلك أنه كان يقول : إن القرآن يدل على الاختلاف ، فالقول بالقدر صحيح وله أصل في الكتاب ، والقول بالإجبار صحيح وله أصل في الكتاب ، ومن قال بهذا فهو مصيب ، ومن قال بهذا فهو مصيب ؛ لأن الآية الواحدة ربما دلت على وجهين مختلفين واحتملت معنيين متضادين .
وسئل يوما عن أهل القدر وأهل الإجبار فقال كل مصيب ، هؤلاء قوم عظموا الله وهؤلاء قوم نزهوا الله .
قال : وكذلك القول في الأسماء فكل من سمى الزاني مؤمنا فقد [ ص: 96 ] أصاب ، ومن سماه كافرا فقد أصاب ، ومن قال هو فاسق وليس بمؤمن ولا كافر فقد أصاب ، ومن قال هو منافق ليس بمؤمن ولا كافر فقد أصاب ، ومن قال هو كافر وليس بمشرك فقد أصاب ، ومن قال هو كافر مشرك فقد أصاب ، لأن القرآن قد دل على كل هذه المعاني .
قال : وكذلك السنن المختلفة ، كالقول بالقرعة وخلافه ، والقول بالسعاية وخلافه ، وقتل المؤمن بالكافر ولا يقتل مؤمن بكافر ، وبأي ذلك أخذ الفقيه فهو مصيب .
قال : ولو قال قائل إن القاتل في النار كان مصيبا ، ولو قال هو في الجنة كان مصيبا ، ولو وقف فيه وأرجأ أمره كان مصيبا ، إذ كان إنما يريد بقوله إن الله تعالى تعبده بذلك ، وليس عليه علم المغيب .
وكان يقول في قتال علي لطلحة والزبير وقتالهما له : إن ذلك كله طاعة لله تعالى ، وفي هذا القول من التناقض والخلل ما ترى ، وهو رجل من أهل الكلام والقياس وأهل النظر .