هشام بن الحكم قال أبو محمد : ثم نصير إلى فنجده هشام بن الحكم والأشبار ، وأشياء يتحرج من حكايتها وذكرها لا خفاء على أهل الكلام بها . ويقول بالإجبار الشديد الذي لا يبلغه القائلون بالسنة . رافضيا غاليا . ويقول في الله تعالى بالأقطار والحدود
وسأله سائل فقال : أترى الله تعالى مع رأفته ورحمته وحكمته وعدله يكلفنا شيئا ثم يحول بيننا وبينه ويعذبنا ؟ فقال : قد والله فعل ، ولكنا لا نستطيع أن نتكلم . وقال له رجل : يا أبا محمد ، هل تعلم أن عليا خاصم العباس في فدك إلى أبي بكر ؟ قال : نعم ، قال : فأيهما كان الظالم ؟ قال : لم يكن فيهما ظالم ، [ ص: 99 ] قال سبحان الله ، وكيف يكون هذا ؟ قال هما كالملكين المختصمين إلى داود - عليه السلام - لم يكن فيهما ظالم ، إنما أرادا أن يعرفاه خطأه وظلمه ، كذلك أراد هذان أن يعرفا أبا بكر خطأه وظلمه .
ومما يعده أصحاب الكلام من خطئه ، قوله : إن حصاة يقلبها الله جبلا في رزانته وطوله وعرضه وعمقه فتطبق من الأرض فرسخا بعد أن كانت تطبق أصبعا من غير أن يزيد فيها عرضا أو جسما أو ينتقص منها عرضا أو جسما .