[ عمرو بن ميمون  ، عن  ابن عباس   ] 
 12593  - حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي  ، ثنا كثير بن يحيى  ، ثنا أبو عوانة  ، عن أبي بلج  ، عن عمرو بن ميمون  قال : كنا  [ ص: 98 ] عند  ابن عباس  ، فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ صحيح ، قبل أن يعمى ، فقالوا : يا  ابن عباس  قم معنا أو قال : اخلوا يا هؤلاء . قال : بل أقوم معكم ، فقام معهم فما ندري ما قالوا ، فرجع ينفض ثوبه ، ويقول : أف أف ، وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن ، وقعوا في  علي بن أبي طالب  ، وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " لأبعثن رجلا لا يخزيه الله " فبعث إلى علي   وهو في الرحى يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فجاءوا به أرمد ، فقال : يا نبي الله ما أكاد أبصر ، فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ، ثم دفعها إليه ففتح له ، فجاء  بصفية بنت حيي  ، ثم قال لبني عمه : أيكم يتولاني في الدنيا والآخرة ثلاثا حتى مر على آخرهم ، فقال علي   : يا نبي الله أنا وليك في الدنيا وفي الآخرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت وليي في الدنيا والآخرة " قال : وبعث أبا بكر  بسورة التوبة ، وبعث عليا  على أثره ، فقال أبو بكر   : يا علي  لعل الله ونبيه سخطا علي ، فقال علي   : لا ، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني ، وأنا منه " قال : ووضع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثوبه على علي  وفاطمة  ، والحسن  ، والحسين  ، وقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا  ، وكان أول من أسلم بعد  خديجة  من الناس ، قال وشرى علي نفسه ، لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام مكانه ، قال وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أبو بكر  ، فقال إلي : يا رسول الله ، وأبو بكر  يحسبه نبي الله ، فقال علي   : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون  فأدركه ، فانطلق أبو بكر  فدخل معه الغار ، وجعل علي  يرمي بالحجارة  [ ص: 99 ] كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ، ثم كشف عن رأسه حين أصبح ، فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك نرميه بالحجارة ، فلا يتضور ، وأنت تضور ، وقد استنكرنا ذلك . قال : ثم خرج بالناس في غزاة تبوك  ، فقال له علي  أخرج معك ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا " فبكى علي  ، فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون  من موسى  إلا أنك لست بنبي . إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " قال : وقال له : " أنت ولي كل مؤمن بعدي " قال : وسد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير باب علي  ، فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره ، قال وقال : " من كنت مولاه فعلي  مولاه " ، قال  ابن عباس   : فأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة يعلم ما في قلوبهم ، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعده ؟ وقال : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر  حين قال : أتأذن لي فأضرب عنقه يعني حاطبا  ، فقال : " أفكنت فاعلا ؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر   ، فقال : اعملوا ما شئتم ؟  " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					