تلق ذباب السيف مني فإنني غلام إذا هوجيت ليس بشاعر ولكنني أحمي حماي وأنتقم
من الباهت الرامي البراة الطواهر
قال أبو أويس : أخبرني بذلك حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ، عن عكرمة ، عن قالت ابن عباس عائشة : ثم باع حسان ذلك الحائط من في ولايته بمال عظيم ، قالت معاوية بن أبي سفيان عائشة : فبلغني والله أعلم أن الذي قال الله تبارك وتعالى فيه والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ، أنه عبد الله بن أبي بن سلول أحد بني الحارث بن الخزرج ، قالت عائشة : فقيل في أصحاب الإفك الأشعار ، وقال أبو بكر لمسطح في رميه عائشة فكان يدعى عوفا :
يا عوف ويحك هلا قلت عارفة من الكلام ولم تبغ به طمعا
فأدركتك حميا معشر أنف فلم يكن قاطع يا عوف من قطعا
هلا حربت من الأقوام إذ حسدوا فلا تقول وإن عاديتهم قذعا
لما رميت حصانا غير مقرفة أمينة الجيب لم يعلم لها خضعا
فيمن رماها وكنتم معشرا إفكا في سيئ القول من لفظ الخنا شرعا
فأنزل الله عذرا في براءتها وبين عوف وبين الله ما صنعا
فإن أعش أجب عوفا في مقالته سوء الجزاء بما ألفيته تبعا
شهد الأوس كلها وفناؤها والخماسي من نسلها والنطيم
[ ص: 116 ] ونساء الخزرجين يشهدن بحق وذلكم معلوم
أن ابنة كانت حصانا عفة الجيب دينها مستقيم الصديق
تتقي الله في المغيب عليها نعمة الله سترها ما يريم
خير هدي النساء حالا ونفسا وأبا للعلى نماها كريم
للموالي إذ رموها بإفك أخذتهم مقامع وجحيم
ليت من كان قد رماها بسوء في حطام حتى يبول اللئيم
وعوان من الحروب تلظى نفسا قوتها عقار صريم
ليت سعدا ومن رماها بسوء في كظاظ حتى يتوب الظلوم
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
خليلة خير الناس دينا ومنصبا نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب كرام المساعي مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها فطهرها من كل سوء وباطل
فإن كان ما قد جاء عني قلته فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط بك الدهر بل قول امرئ غير ماحل
وكيف وودي ما حييت ونصرتي لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس فضلها تقاصر عنها سورة المتطاول
وقال في الشعر حين جلدوا : حسان بن ثابت
[ ص: 117 ]
لقد كان عبد الله ما كان أهله وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح
تعاطوا برجم القول زوج نبيهم وسخطه ذي العرش الكريم فأترحوا
فآذوا رسول الله فيها وعمموا مخازي سوء حللوها وفضحوا .