( 269 ) حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ، ثنا زيد بن المبارك ، ح وحدثنا ، موسى بن هارون ، قالا : ثنا وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ريحان بن سعيد ، ثنا ، عن عباد بن منصور ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة عائشة ، قالت : كأبي زرع لأم زرع " ، فقلت : يا رسول الله وما كنت لك أبو زرع ، وأم زرع ؟ ، قال : " اجتمعن عشر نسوة فأقسمن ليصدقن عن أزواجهن .
فقالت إحداهن : لا أخبر خبره أخشى أن لا أذره .
قالت الأخرى : هو العشنق إن أسكت أعلق وإن أنطق أطلق .
قالت الأخرى : هو لحم جمل غث على جبل ، لا سمين فيرتقى إليه ولا سهل فينتقل .
قالت الأخرى : هو إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، ولا يدخل الكف فيخرج البث .
قالت الأخرى : هو ليل تهامة لا حر ، ولا قر ، ولا مخافة .
[ ص: 172 ] قالت الأخرى : هو إذا دخل فهد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد . قالت الأخرى : الريح ريح زرنب ، والمس مس أرنب ، وإنما أغلبه والناس يغلب .
قالت الأخرى : هو طويل الزناد ، رفيع العماد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .
قالت الأخرى : هو مالك وما مالك ؟ له إبل كثيرات المسالك ، قليلات المبارك ، إذا سمعن صوت المزمار أيقن أنهن هوالك .
قالت الأخرى : هو أبو زرع وما أبو زرع ؟ صاحب نعم وزرع ، آنسني فآنست من حلي أذني ، ومن شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، فعنده أرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح وأقول فلا أقبح ، أخذني من أهل بيت بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق .
ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع ؟ مرقده كالشطبة ، ويكفيه ذراع القصبة .
بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع ؟ ملء كسائها وعطف ردائها ، وقرة عين لأبيها وأمها ، وزين لأهلها ، وغير مجاز بها .
خادم أبي زرع وما خادم أبي زرع ؟ لا تفشي حديثنا تبثيثا ، ولا تفسد ميرتنا تنقيثا .
فخرج من عندي أبو زرع والأوطاب تمخض فرأى امرأة معها ابنان لها كالفهدين يلعبان من تحتها برمانتين ، فنكحها وطلقني ، فنكحت بعده شابا سريا ، فخرج شحيا وأخذ خطيا فساق نعما ثريا ، وأعطاني من كل سائمة زوجا ، وقال ميري أهلك يا أم زرع ، فقلت : لو كان هذا أجمع في وعاء من أوعية أبي زرع لم تمله .
[ ص: 173 ] قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله أنت خير لي من أبي زرع لأم زرع . قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "