إسلام أبي قرصافة واسمه جندرة بن خيشنة رضي الله عنه 
 10  - حدثنا  محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني  قال : ثنا أيوب بن علي بن الهيصم  قال : ثنا زياد بن سيار  قال : أخبرتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة  ، أنها سمعت جدها أبا قرصافة  ، صاحب رسول الله - صلى الله  [ ص: 213 ] عليه وسلم - يقول : كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، وكانت خالتي كثيرا ما تقول لي : يا بني ، لا تمر إلى هذا الرجل - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك ، فكنت أخرج حتى آتي المرعى ، فأترك شويهاتي ثم آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلا أزال عنده أسمع منه ، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، وقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري ، ثم عدت إليه اليوم الثاني ، ففعل كما فعل في اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " أيها الناس ، هاجروا وتمسكوا بالإسلام ؛  فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد " ثم إني رجعت بغنمي كما رجعت اليوم الأول ، ثم عدت إليه في اليوم الثالث فلم أزل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع منه حتى أسلمت وبايعت وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنيماتي ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جئني بالشياه " فجئته بهن فمسح ضروعهن وظهورهن ودعا فيهن بالبركة ، فامتلأت شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن قالت : يا بني ، هكذا فارع ، قلت : يا خالة ، ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، وأخبرتها بالقصة ، وإتياني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت أمي وخالتي : اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي وخالتي ، فأسلمتا وبايعتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصافحناه ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة  وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم  . قال زياد   : وكان أبو قرصافة  يسكن أرض تهامة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					