حديث جعفر بن أبي طالب مع عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد عند  النجاشي  
 14  - حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري  قال : ثنا محمد بن آدم المصيصي  قال : ثنا أسد بن عمرو البجلي الكوفي  قال : ثنا  مجالد بن سعيد الهمداني  ، عن  الشعبي  ، عن  عبد الله بن جعفر بن أبي طالب  ، عن أبيه قال : بعثت قريش   عمرو بن العاص  وعمارة بن الوليد بهدية  من أبي سفيان  إلى  النجاشي ،  فقالوا له ونحن عنده : قد بعثوا إليك أناسا من سفلتهم وسفهائهم فادفعهم إلينا ، قال : لا ، حتى أسمع كلامهم ، فبعث إلينا فقال : ما تقولون ؟ قلنا : إن قومنا يعبدون الأوثان ، وإن الله - عز وجل - بعث إلينا رسولا فآمنا به وصدقناه ، فقال لهم  النجاشي   : عبيد هم لكم ؟ قالوا : لا ، قال : فلكم عليهم دين ؟ قالوا : لا ، قال : فخلوا سبيلهم ، فخرجنا من عنده ، فقال  عمرو بن العاص :  إن هؤلاء يقولون في عيسى  غير  [ ص: 221 ] ما تقولون ، قال : إن لم يقولوا في عيسى  مثل ما أقول لم أدعهم في أرضي ساعة من نهار ، قال : فأرسل إلينا وكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى ، فقال : ما يقول صاحبكم في عيسى ابن مريم ؟  فقلنا : يقول : " هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول   " ، قال : فأرسل فقال : ادعوا فلانا القس وفلانا الراهب ، فأتاه ناس منهم ، فقال : ما تقولون في عيسى ابن مريم ،  قالوا : أنت أعلمنا فما تقول ؟ فقال  النجاشي  وأخذ شيئا من الأرض ثم قال : هكذا عيسى ،  ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا ، ثم قال لهم : أيؤذيكم أحد ؟ قالوا : نعم ، فأمر مناديا فنادى : من آذى أحدا منهم فأغرموه أربعة دراهم ، ثم قال : يكفيكم ؟ فقلنا : لا ، فأضعفها ، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة  وظهر بها قلنا له : إن صاحبنا خرج إلى المدينة  وهاجر وقتل الذين كنا حدثناك عنهم ، وقد أردنا الرحيل فزودنا ، قال : نعم ، فحملنا وزودنا وأعطانا ، ثم قال : أخبر صاحبك بما صنعت إليكم ، وهذا رسولي معك ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنه رسول الله ، وقل له يستغفر لي ، قال : فخرجنا حتى أتينا المدينة  فتلقاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقني فقال : " ما أدري أنا بفتح خيبر  أفرح أو بقدوم جعفر    " فسله ما صنع به صاحبنا ، فقلت : نعم ، قد فعل بنا قد فعل كذا وكذا ، وحملنا ، وزودنا ، ونصرنا ، وشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسوله ، وقال : قل له يستغفر لي ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات : " اللهم اغفر  للنجاشي   " فقال المسلمون : آمين ، قال جعفر   : فقلت للرسول : انطلق فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					