حديث ثعلبة بن حاطب
20 - حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ، ثنا ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا الوليد بن مسلم معان بن رفاعة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، ثعلبة بن حاطب الأنصاري ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، قال : " ويحك يا ثعلبة ، " ، ثم رجع إليه فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، فقال : " ويحك يا قليل تؤدي شكره خير لك من كثير لا تطيقه ثعلبة ، أتريد أن تكون مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ والله لو سألت الله أن يجعل لي الجبال ذهبا لسألت " ثم رجع إليه فقال : يا رسول [ ص: 226 ] الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، لئن آتاني مالا لأوتين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم ارزق ثعلبة مالا ، اللهم ارزق ثعلبة مالا " قال : فاتخذ مالا فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت عنه أزقة المدينة فتنحى بها ، وكان يشهد الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يخرج إليها ، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها ، فكان يشهد الجمعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يخرج إليها ، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات ، فيتلقى الركبان فيقول : ماذا عندكم من الخبر ؟ وما كان من أمر الناس ؟ وأنزل الله - عز وجل - على رسوله خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .
قال : واستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصدقات رجلين : رجل من الأنصار ، ورجل من بني سلمة ، وكتب لهما سنة الصدقات وأسنانها ، وأمرهما أن يصدقا الناس ، وأن يمرا بثعلبة فيأخذا منه صدقة ماله ، ففعلا ، حتى ذهبا إلى ثعلبة فأقرأاه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : صدقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي ، ففعلا ، فقال : والله ما هذه إلا أخية الجزية ، فانطلقا حتى لحقا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله - جل ثناؤه - ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن إلى قوله : يكذبون ، فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته حتى أتى ثعلبة ، فقال : ويحك يا ثعلبة هلكت ، أنزل الله فيك من القرآن كذا وكذا ، فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول : يا رسول الله ، يا رسول الله ، فلم يقبل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقته حتى قبض الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أتى أبا بكر - رضي الله عنه - بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : [ ص: 227 ] يا أبا بكر قد عرفت موقعي من قومي ومكاني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقبل مني فأبى أن يقبله ، ثم أتى عمر - رضي الله عنه - فأبى أن يقبل منه ، ثم أتى عثمان - رضي الله عنه - فأبى أن يقبل منه ، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه " . أن