حديث عامر بن الطفيل وأربد بن قيس
[ ص: 278 ] 37 حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكي ، ثنا ، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي عبد العزيز بن عمران ، حدثني عبد الله ، وعبد الرحمن ابنا عن أبيهما ، عن زيد بن أسلم ، ، عن عطاء بن يسار : " ابن عباس أربد بن قيس بن جزي بن خالد بن جعفر بن كلاب ، وعامر بن الطفيل بن مالك ، قدما المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانتهيا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس فجلسا بين يديه ، فقال عامر بن الطفيل : يا محمد ، ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم " ، قال أن عامر بن الطفيل : أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس ذلك لك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل " .
قال : أنا الآن في أعنة خيل نجد ، اجعل لي الوبر ولك المدر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا " ، فلما قام من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عامر : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يمنعك الله عز وجل " فلما خرج عامر وأربد قال عامر : يا أربد إني أنا أشغل عنك محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحديث فاضربه بالسيف ، فإن الناس إذا قتلت محمدا - صلى الله عليه وسلم - لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب ، فسنعطيهم الدية ، قال أربد : أفعل ، فأقبلا راجعين إليه ، فقال عامر : يا محمد ، قم معي أكلمك ، فقام معه رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 279 ] وسلم - فخليا إلى الجدار ، ووقف معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلمه ، وسل أربد السيف ، فلما وضع يده على سيفه يبست على قوام السيف ، فلم يستطع سل السيف ، فأبطأ أربد على عامر بالضرب ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى أربد وما يصنع ، فانصرف عنهما ، فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى إذا كانا بالحرة حرة واقم نزلا ، فخرج إليهما سعد بن معاذ ، فقالا : اشخصا يا عدوي الله ، لعنكما الله ، قال وأسيد بن حضير عامر : من هذا يا سعد ؟ قال : هذا الكاتب ، قال : فخرجنا حتى إذا كان بالرقم أرسل الله - عز وجل - على أربد صاعقة فقتلته ، وخرج أسيد بن حضير عامر حتى إذا كان بالحريم ثم أرسل الله عليه قرحة فأخذته فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يمسح قرحته في حلقه ، ويقول : غدة كغدة الجمل ، في بيت سلولية ، يرغب أن يموت في بيتها . ثم ركب فرسه ، فأحضره حتى مات عليه راجعا ، فأنزل الله - عز وجل - فيهما الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام إلى قوله : وما لهم من دونه من وال . قال : المعقبات من أمر الله يحفظون محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر أربد وما قتله به ، قال : هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا إلى قوله : وهو شديد المحال