حديث الجساسة
47 - حدثنا حفص بن الصباح الرقي ، ثنا أبو معمر المقعد قال : ثنا قال : حدثني عبد الوارث بن سعيد قال : ثنا حسين المعلم قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، شعب همدان : أنه سأل عامر بن شراحيل الشعبي أخت فاطمة بنت قيس وكانت من المهاجرات الأول : حدثيني حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تسنديه إلى أحد غيرك ، قالت : لئن شئت لأفعلن ، قال لها : أجل حدثيني ، قالت : الضحاك بن قيس ، كان رجلا نصرانيا ، فجاء وبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح تميما الداري الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس ، فجلسوا في قارب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ؛ ولكني جمعتكم لأن قالت : أيها القوم ، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فلما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ، ثم ألقتنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في قاربها ، فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب كثيرة الشعر لا ندري قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، فقلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل ؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق ، [ ص: 294 ] فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ، ولم نأمن ما أمنا أن تكون شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها ، هل يثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنه يوشك أن لا يثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أخبروني عن عين زغر ، قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا : نعم ، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون بمائها ، قال : أخبروني عن النبي الأمي ما فعل ؟ قالوا : خرج من ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ مكة ونزل يثرب ، قال : أقاتلته العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ، قال : إنه كان ذلك ؟ قلنا : نعم ، قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عني ، إني أنا المسيح الدجال ، وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غيرمكة وطيبة ، وهما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة منها استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته المنبر : " هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة " يعني المدينة " ألا فهل كنت حدثتكم ذلك ؟ " قال الناس : نعم ، قال : " فإنه أعجبني حديث لأنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه وعن تميم الداري المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، وأومأ بيده قبل المشرق " .
[ ص: 295 ] قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . سمعت نداء منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي [ ص: 293 ] أن : الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكنت في صف النساء الذي يلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : " ليلزم كل إنسان مصلاه " ثم قال : " هل تدرون لم جمعتكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : "