[ ص: 320 ] حديث الأنصاري والثقفي جاءا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسألانه عن بعض الأعمال ، فأخبرهما عما جاءا به قبل أن يسألاه
61 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز ، وحدثنا حجاج بن المنهال ، ثنا معاذ بن المثنى مسدد ، قالا : ثنا ، ثنا عطاف بن خالد المخزومي إسماعيل بن رافع ، عن قال : " أنس بن مالك الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة بعرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن حلاقك رأسك وما لك فيه ، وعن طوافك بعد ذلك وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، وعن الإفاضة " قال : إي والذي بعثك [ ص: 321 ] بالحق ، بعين هذا جئت أسألك ، قال : " فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لم تضع ناقتك خفا ولا رفعته إلا كتب الله - عز وجل - لك بها حسنة ، ومحا عنك خطيئة ، ورفع لك بها درجة ، وأما طوافك بالبيت فإنك لا تضع رجلا ولا ترفعها إلا كتب الله - عز وجل - لك بها حسنة ، ومحا عنك بها خطيئة ، وأما ركعتان بعد الطواف فإنهما لك كعتق رقبة من قال : " جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن طوافك بالبيت وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين بني إسماعيل ، وأما سعيك بين الصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة ، يقول : هؤلاء عبادي ، أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ومغفرتي ، فلو كانت ذنوبكم كعدد رمل عالج أو كزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا عبادا مغفورا لكم ولمن شفعتم له ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة منها رميتها كبيرة من الكبائر الموبقات الموجبات ، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك ، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة ، ويمحا عنك بها خطيئة . قال : يا رسول الله ، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك ؟ قال : " إذا يدخر لك في حسناتك ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك ، فيأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ثم يقول : اعمل لما تستقبل فقد غفر لك ما مضى " .
فقال الثقفي : أخبرني يا رسول الله ، قال : " جئت تسألني عن الصلاة ، فإنك إذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك ، وإذا غسلت يديك فمثل ذلك انتثرت الذنوب من أظفار يديك ، فإذا مسحت [ ص: 322 ] برأسك فمثل ذلك انتثرت الذنوب عن رأسك ، فإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك ، فإذا قمت إلى الصلاة فاقرأ من القرآن ما تيسر ، ثم إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك : " وافرج بين أصابعك حتى تطمئن راكعا ، إذا سجدت فأمكن وجهك من السجود كله حتى تطمئن ساجدا ، ولا تنقر نقرا ، وصل من أول الليل وآخره . قال : يا رسول الله ، أرأيت إن صليت كله ، قال : " إذا فأنت إذا أنت " . كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد الخيف ، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف ، فسلما عليه ، ودعيا له دعاء حسنا ، ثم قالا : جئناك يا رسول الله نسألك ، قال : " إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت " قالا : أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ، أو نزدد يقينا ، فقال الأنصاري للثقفي : سل ، قال : بل أنت فسله ، فإني لأعرف لك حقا فسله ، فقال الأنصاري : أخبرني يا رسول الله ،