[ ص: 96 ] 5619 - حدثنا ، ثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، عن معاوية بن سلام زيد بن سلام ، أنه : سمع أبا سلام ، قال : حدثني أبو كبشة السلولي ، عن سهل ابن الحنظلية ، حنين ، فأطنبوا السير حتى كان عشية ، وحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فارس ، فقال : يا رسول الله ، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا أنا أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بهوازن على بكرة أبيهم ، بظعنهم ونعمهم وشائهم ، اجتمعوا إلى حنين ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله ، ثم قال : " من يحرسنا الليلة ؟ " ، فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي : أنا يا رسول الله ، فقال : اركب ، فركب فرسا له ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ، ولا تغرن من قبلك الليلة " ، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه ، فركع ركعتين ، ثم قال : " هل حسستم فارسكم ؟ " ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما حسسناه ، فثوب بالصلاة ، فجعل رسول الله وهو في الصلاة يلتفت إلى الشعب ، حتى إذا قضى صلاته وسلم قال : " أبشروا ، فقد جاء فارسكم " ، فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء ، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلا هذا الشعب ، حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما ، فنظرت فلم أر أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزلت الليلة ؟ " ، فقال : لا ، إلا مصليا أو قاضي حاجة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أوجبت ، فلا عليك أن تعمل بعدها " .