9761 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، ثنا سفيان ، عن ، عن سلمة بن كهيل أبي الزعراء ، قال : عبد الله الدجال فقال : " تفترقون أيها الناس ثلاث فرق : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأرض آبائها منابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط هذا الفرات فيقاتلهم ، ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بغربي الشام ، فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون لا يرجع إليهم شيء " ، قال : وحدثني ذكروا عند أبو صادق : عن ربيعة بن ناجد ، عن عبد الله ، قال : " فرس [ ص: 355 ] أشقر " ، قال عبد الله : " ويزعم أهل الكتاب أن المسيح ينزل فيقتله " - ولم أسمعه يحدث عن أهل الكتاب حديثا غير هذا - " ثم يخرج يأجوج ومأجوج ، فيموجون في الأرض فيفسدون فيها ، ثم قرأ عبد الله : وهم من كل حدب ينسلون ، ثم يبعث الله عليه دابة مثل هذه النغفة فيلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون ، فتنتن الأرض منهم " ، قال : " فتجأر الأرض إلى الله فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم ، ثم يبعث الله ريحا فيه زمهرير باردة فلا تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفت بتلك الريح ، ثم تقوم الساعة على شرار الناس ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه ، ولا يبقى خلق لله عز وجل في السماوات والأرض إلا مات ، إلا من شاء ربك ، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون " ، قال : " فليس من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء ، ثم يرسل الله ماء من تحت العرش يمني كمني الرجال ، فتنبت جسمانهم ، ولحمانهم من ذلك الماء كما ينبت الأرض من السدي ، ثم قرأ عبد الله : الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء ، والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه ، فيقومون فيحيون حية رجل واحد قياما لرب العالمين ، ثم يتمثل الله عز وجل للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو مرتفع له يتبعه ، فيلقى اليهود فيقول : ما تعبدون ؟ قالوا : عزيرا ، قال : هل يسركم الماء ؟ قالوا : نعم ، فيريهم جهنم كهيئة السراب ، ثم قرأ عبد الله : وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ثم يلقى النصارى فيقول : ما تعبدون ؟ قالوا : المسيح ، قال : فهل يسركم الشراب ؟ قالوا : نعم فيريهم جهنم كهيئة السراب ، وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ، ثم قرأ عبد الله : وقفوهم إنهم مسئولون حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله لا نشرك به شيئا ، فينتهرهم مرة أو مرتين : من [ ص: 356 ] تعبدون ؟ فيقولون : سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه ، فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا كأنما فيها السفافيد ، فيقولون : ربنا ، فيقول : قد كنتم تدعون إلى السجود ، وأنتم سالمون ، ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم ، فيمر الناس بأعمالهم زمرا ، أوائلهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كأسرع البهائم " ، ثم قال :
" ثم كذلك حتى يجيء الرجل سعيا ، حتى يجيء الرجل مشيا ، حتى يكون آخرهم رجلا يتلقى على بطنه ، فيقول : يا رب أبطأت بي ، فيقول : إنما أبطأ بك عملك ، ثم يأذن الله عز وجل في الشفاعة ، فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى ، أو قال عيسى عليهما السلام ، قال سلمة : ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رابعا ، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي وعده الله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وليس من نفس إلا تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار ، فيقال : لو عملتم ، وهو يوم الحسرة ، قال : فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة ، فيقال : لو عملتم ، ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقول : لولا أن من الله عليكم ، ثم يشفع الملائكة ، والنبيون ، والشهداء ، والصالحون ، والمؤمنون فيشفعهم الله ، ثم يقول : أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ، ثم قرأ عبد الله : " قل " يا أيها الكفار ما سلككم في سقر ، وعقد بيده ، قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين وعقد أربعا " - وقال سفيان : بيده وضم أربع أصابع ، ووصفه أبو نعيم - ثم قال عبد الله : " هل ترون في هؤلاء أحدا فيه خير ؟ فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم ، فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع ، فقال له : من عرف أحدا [ ص: 357 ] فليخرجه ، فيجيء الرجل فينظر ولا يعرف أحدا ، فيقول الرجل للرجل : يا فلان أنا فلان ، فيقول : ما أعرفك ، فيقولون : ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون فإذا قال ذلك : أطبقت عليهم فلم يخرج منهم بشر " .