[ ص: 5 ]  9765  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  ، ثنا خلف بن موسى بن خلف العمي  ، ثنا أبي ، عن قتادة  ، عن الحسن  ،  والعلاء بن زياد  ، عن  عمران بن حصين  ، عن  عبد الله بن مسعود  قال : تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكرانا الحديث ، فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " عرضت علي الأنبياء بأتباعها من أمتها ، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم معه الثلة من أمته ، وإذا النبي ليس معه أحد ، وقد أنبأكم الله عن قوم لوط  فقال : أليس منكم رجل رشيد  ، قال : حتى مر موسى بن عمران  صلى الله عليه وسلم ومن معه من بني إسرائيل  ، قلت : يا رب ، فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك ، فإذا الظراب ظراب مكة  قد سد من وجوه الرجال ، قال : أرضيت يا محمد ؟  قلت : رضيت رب ، قال : انظر عن يسارك ، فنظرت فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال ، قال : أرضيت يا محمد ؟  قلت : رضيت رب ، قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب   " ، فأتى  عكاشة بن محصن الأسدي  فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : " اللهم اجعله منهم " ، ثم قام رجل آخر فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : " سبقك بها عكاشة   " ، ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " إن استطعتم بأبي أنتم وأمي ، أن تكونوا من السبعين فكونوا ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب ، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق ؛ فإني قد رأيت أناسا يتهاوشون كثيرا " ، ثم قال : " إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي ربع الجنة   " ، فكبر القوم ، ثم قال : " إني لأرجو أن يكون شطر أهل الجنة " ، فكبر القوم ، ثم تلا  [ ص: 6 ] هذه الآية ثلة من الأولين وقليل من الآخرين  ، فتذاكروا بينهم : من هؤلاء السبعون الألف ؟  فقال بعضهم : قوم ولدوا في الإسلام فماتوا عليه ، حتى رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون   " . 
				
						
						
