6610 حدثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ، قال : حدثـنا ، قال : حدثـنا أبو حفص عمرو بن علي عبد الله بن هشام [ ص: 321 ] الدستوائي ، قال حدثني أبي ، عن قتادة ، عن ، عن محمد بن سيرين أبي عبيدة بن حذيفة قال : وهو إلى جنبي عدي بن حاتم بالكوفة ، فأتيته ، فقلت : ما حديث بلغني عنك ؟ فقال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث ، فكنت من أشد الناس له كراهة ، حتى انطلقت هاربا ، حتى لحقت بأرض الشام ، فبينا أنا كذلك إذ بلغنا أن قد وجه إلينا ، فانطلقت هاربا حتى لحقت بأرض خالد بن الوليد الروم ، فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة قد أقبلت ، فقمت إليها ، فإذا هي عمتي ، فقالت : يا ، هربت وتركتني ، ما هو إلا أن خرجت من عندنا ، فصبحنا عدي بن حاتم فسبى الذرية ، وقتل المقاتلة ، فانطلقنا حتى أتينا خالد بن الوليد المدينة . فبينا أنا ذات يوم قاعدة إذ مر بي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يريد الصلاة ، فقلت : يا محمد ، هلك الوالد ، وهرب الوافد ، أعتقني أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " ، قلت : قال : " الهارب من الله ورسوله ؟ " ومضى ، فلما كان اليوم الثاني مر بي ، وهو يريد الصلاة ، فقلت : يا عدي بن حاتم محمد ، هلك الوالد ، وهرب الوافد ، أعتقني أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " قلت : قال : " الهارب من الله ورسوله " ومضى ، ولم يرد علي شيئا ، فلما [ ص: 322 ] كان اليوم الثالث مر ، فاحتشمت أن أقول له شيئا ، فغمزني عدي بن حاتم ، فقلت : يا علي بن أبي طالب محمد ، هلك الوالد ، وهرب الوافد ، أعتقني ، أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " قلت : قال : " الهارب من الله ورسوله " ، قلت : نعم قال : " فإن الله قد أعتقك ، فأقيمي ، ولا تبرحي حتى يجيئنا شيء فنجهزك " ، فأقمت ثلاثا ، فقدمت رفقة من سرح تحمل الطعام ، فحملني على هذا القعود ، وزودني ، يا عدي بن حاتم ائته ، ائته ، فخذ نصيبك منه قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك ، فأقبلت حتى أتيت عدي بن حاتم المدينة فاستشرفني الناس ، وقالوا : جاء ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " عدي بن حاتم ، أنت الهارب من الله ورسوله ؟ عدي بن حاتم " ، قلت : إن لي دينا قال : " أنا أعلم بدينك منك ، ألست ركوسيا ، أو لست رئيس قوم ، أو لست تأخذ المرباع ؟ " فأخذني لذلك غضاضة قال : " أما إنه لا يمنعك أن تسلم إلا أنك ترى لمن حولنا خصاصة ، وترى الناس علينا إلبا واحدا ، يا يا عدي يوشك أن ترى الظعينة تخرج من الحيرة حتى تأتي البيت بغير جوار ، ويوشك أن تفتح علينا كنوز " قال : قلت : كسرى ؟ قال : " كسرى بن هرمز ، ويوشك أن يخرج الرجل الصدقة من ماله ولا يجد من يقبلها منه " قال : " فكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز ، ورأيت [ ص: 323 ] الظعينة تخرج من كسرى الحيرة حتى تأتي مكة بغير جوار ، وايم الله لتكونن الثالثة ، إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حق " .
" لم يرو هذا الحديث عن كنت أسأل الناس عن قتادة إلا ، تفرد به ابنه هشام الدستوائي عبد الله " .