9108 حدثنا مسعدة بن سعد ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر محمد بن طلحة التيمي ، قال : حدثنا عبد الحكيم بن سفيان بن أبي نمر ، عن . شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، قال : خرجنا في غزوة ذات الرقاع ، حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها ، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : يا رسول الله ، هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان ، فقال : " أدنيه مني " ، فأدنته منه ، فقال : " افتحي فمه " ، ففتحته ، فبصق فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : " اخسأ عدو الله ، وأنا رسول الله " - قال ها ثلاث مرات - ، ثم قال : " شأنك بابنك ، ليس عليه بأس ، فلن يعود إليه شئ مما كان يصيبه " ، ثم خرجنا فنزلنا منزلا ، ضحوا ديمومة ليس فيها شجرة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - جابر بن عبد الله لجابر : " يا جابر ، انطلق فانظر لي مكانا " - يعني [ ص: 49 ] للوضوء - ، فخرجت أنطلق ، فلم أجد إلا شجرتين مفترقتين ، لو أنهما اجتمعتا سترتاه ، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : يا رسول الله ، ما رأيت شيئا يسترك إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " انطلق إليهما ، فقل لهما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : اجتمعا " قال : فخرجت ، فقلت لهما ، فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد ، ثم رجعت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قضى حاجته ، ثم رجع ، فقال : " ائتهما ، فقل لهما : إن رسول الله يقول : ارجعا كما كنتما ، كل واحدة إلى مكانها " ، فرجعت ، فقلت لهما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : " ارجعا كما كنتما " ، فرجعتا ثم خرجنا فنزلنا في واد من أودية بني محارب ، فعرض له رجل من بني محارب يقال له : غورث بن الحارث ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - متقلد سيفه ، فقال : يا محمد ، أعطني سيفك هذا ، فسله ، وناوله إياه ، فهزه ونظر إليه ساعة ، ثم أقبل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا محمد ، ما يمنعك مني ؟ قال : " الله يمنعني منك " ، فارتعدت يده ، حتى سقط السيف من يده ، فتناوله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : " يا غورث ، من يمنعك مني ؟ " قال : لا أحد ، بأبي أنت ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم اكفنا غورثا وقومه " ثم أقبلنا راجعين ، فجاء رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعش طير يحمله فيه فراخ ، وأبواه يتبعانه ، ويقعان على يد الرجل ، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على من كان معه ، فقال : " أتعجبون بفعل هذين الطيرين بفراخهما ؟ " ، ثم أقبلنا راجعين ، [ ص: 50 ] حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا الأعرابية التي جاءت بابنها بوطب من لبن وشاة ، وأهدته له ، فقال : " ما فعل ابنك ؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه ؟ " قالت : والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه ، وقبل هديتها ، ثم أقبلنا حتى إذا كنا بمهبط من والذي بعثني بالحق ، لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما الحرة أقبل جمل يرقل ، فقال : " أتدرون ما قال هذا الجمل ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " هذا جمل جاءني يستعديني على سيده ، يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى إذا أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد أن ينحره ، اذهب معه يا جابر إلى صاحبه فائت به " ، فقلت : يا رسول الله ما أعرف صاحبه ، قال : " إنه سيدلك عليه " ، قال : فخرج بين يدي معتقا حتى وقف بي في مجلس بني خطمة ، فقلت : أين رب هذا الجمل ؟ قالوا : فلان بن فلان ، فجئته ، فقلت : أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخرج معي حتى جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن جملك هذا يستعديني عليك ، يزعم أنك حرثت [ ص: 51 ] عليه زمانا حتى أجربته وأعجفته وكبر سنه ثم أردت أن تنحره ؟ " قال : والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعنيه " ، قال : نعم يا رسول الله ، فابتاعه منه ، ثم سيبه في الشجرة حتى نصب سناما ، وكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الأنصار من نواضحهم شيء أعطاه إياه ، فمكث بذلك زمانا . قال عن : قال لي إبراهيم بن المنذر محمد بن طلحة : كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب .
لم يرو هذا الحديث عن إلا شريك بن عبد الله عبد الحكيم بن سفيان ، ولا عن عبد الحكيم إلا محمد بن طلحة ، تفرد به . إبراهيم بن المنذر