[ ص: 306 ] أبي طلحة قال : دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع ، فخرجت حتى أتيت - كانت تحت أم سليم - وهي أم أنس بن مالك مالك بن أبي أنس فقلت : يا أم سليم ، إني عرفت في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ فقالت : عندي شيء ، وأشارت بكفها . فقلت لها : اصنعي وانعمي . فأرسلت أنسا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : ساره في أذنه وادعه . فلما أقبل أنس قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أرسلك أبوك يدعونا يا بني ؟ " . قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " اذهبوا باسم الله " . قال : فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أتاك في الناس . قال : فخرجت حتى لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الباب على مستراح الدرجة " . قال : فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعها في الصحفة بيده ، ثم أصلحها فقال : " هل من ؟ " . كأنه يعني الأدم ، قال : فأتوه بعكتهم فيها شيء ، أو ليس فيها شيء . فقال بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ، فأسكب منها السمن ثم قال : " أدخل علي عشرة عشرة " . فأكلوا كلهم فشبعوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للفضل الذي فضل : " كلوا أنتم وعيالكم " . فأكلوا وشبعوا فقلت : يا رسول الله ، ماذا صنعت بنا ؟ إنما عرفت في وجهك الجوع فصنعنا لك شيئا تأكله . قال : " ادخل وأبشر . رواه 14119 وعن أبو يعلى وزاد : وهم زهاء مائة . ورجالهما رجال الصحيح . والطبراني