36 - 49 - 1 - باب قدوم وفد الجن وطاعتهم له - صلى الله عليه وسلم .
14143 قال : عبد الله بن مسعود بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال : " ليقم معي رجل منكم ، ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة " . قال : فقمت معه فأخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء ، فخرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذ كنا بأعلى بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة رأيت أسودة مجتمعة قال : فخط لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا ثم قال : " قم ههنا حتى آتيك " . فقمت ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فرأيتهم يثورون إليه . قال : فسمر معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلا طويلا ، حتى جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي : " ما زلت قائما يا ؟ " . قلت له : يا رسول الله ، أولم تقل لي : قم حتى آتيك ؟ قال : ثم قال لي : " هل معك من وضوء ؟ " . قال : فقلت : نعم . قال : ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ . قال : فقلت له : يا رسول الله ، والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء فإذا هو نبيذ . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثمرة طيبة وماء طهور " . قال : ثم توضأ منها . فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم ، فقالا : يا رسول الله ، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا ، قال : فصفهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفه ثم صلى بنا ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال : " هؤلاء جن نصيبين ، جاءوني يختصمون في أمور كانت بينهم ، وقد سألوني الزاد فزودتهم " . قال : فقلت له : وهل عندك يا رسول الله شيء تزودهم إياه ؟ قال : " قد زودتهم الرجعة وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا ، وما وجدوا من عظم [ ص: 314 ] وجدوه كاسيا " . قال : فعند ذلك ابن مسعود نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن يستطاب بالعظم والروث . قلت : رواه عن أبو داود وغيره باختصار . ورواه أحمد ، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول .