الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            9720 وعن أبي عبيدة بن حذيفة قال : كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة فأتيته فقلت : ما حديث بلغني عنك ؟ قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعث فكنت من أشد الناس له كراهية حتى انطلقت هاربا حتى لحقت بأرض الشام فبينا نحن كذلك إذ بلغنا أن خالد بن الوليد قد توجه إلينا فانطلقت هاربا حتى لحقت الروم فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة قد أقبلت فقمت إليها فقالت : يا عدي بن حاتم هربت وتركتني ؟ ما هو إلا أن خرجت من عندنا فصبحنا خالد بن الوليد فسبى الذرية وقتل المقاتلة فانطلقنا حتى أتينا المدينة فبينا أنا ذات يوم قاعدة إذ مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يريد الصلاة فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتق أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " . قلت : عدي بن حاتم قال : " الفار من الله ورسوله ؟ " . ومضى . فلما كان اليوم الثاني مر بي وهو يريد الصلاة فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله . قال : " ومن وافدك ؟ " . قلت : عدي بن حاتم . قال : " الفار من الله ورسوله ؟ " . ومضى فلم يرد علي شيئا . فلما كان اليوم الثالث مر فاحتشمت أن أقول له شيئا فغمزني علي بن أبي طالب فقلت : يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله قال : " ومن وافدك ؟ " قلت : عدي بن حاتم . قال : " الهارب من الله ورسوله ؟ " . قلت : نعم . قال : " فإن الله قد أعتقك فأقيمي ولا تبرحي حتى يجيئنا شيء فنجهزك" . فأقمت ثلاثا فقدمت رفقة من تنوخ تحمل الطعام فحملني على هذا القعود ، يا عدي بن حاتم ائته قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك .

                                                                                            فذكر الحديث .

                                                                                            رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن هشام الدستوائي وهو متروك .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية