الثالث : ، فقد اجتمعت له القوة من الجهتين ، وذلك يرقي حديثه من درجة الحسن إلى درجة الصحيح . إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة أهل الحفظ [ ص: 35 ] والإتقان ، غير أنه من المشهورين بالصدق والستر ، وروي مع ذلك حديثه من غير وجه
مثاله : حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أبي هريرة " . لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة ، لكنه لم يكن من أهل الإتقان ، حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه ، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته ، فحديثه من هذه الجهة حسن . فلما انضم إلى ذلك كونه روي من أوجه أخر ، زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه ، وانجبر به ذلك النقص اليسير ، فصح هذا الإسناد والتحق بدرجة الصحيح ، والله أعلم .