الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
13075 - قال أبو عمر : هذا فيه حديث يتصل عن النبي صلى الله عليه وسلم .
13076 - أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16925محمد بن بشر قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبو بكر بعده ، وكفر من كفر من العرب . قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب لأبي بكر : كيف نقاتل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=953444أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه ، وحسابه على الله " ، فقال أبو بكر : nindex.php?page=treesubj&link=2650_31194والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه . فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : فوالله ، ما هو إلا أن رأيت الله عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال ، فعرفت أنه الحق .
[ ص: 225 ] 13077 - قال أبو عمر : رواه ابن وهب عن يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، فقال : عقالا ، كما قال عقيل .
13078 - قال أبو عمر : قوله : " وكفر من كفر من العرب " لم يخرج على كلام عمر ؛ لأن كلام عمر إنما خرج على من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ومنع الزكاة . وتأولوا قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة ( 103 من [ ص: 226 ] سورة التوبة ) فقالوا : المأمور بهذا رسول الله لا غيره .
13079 - nindex.php?page=treesubj&link=31194_33699كانت الردة على ثلاثة أنواع : قوم كفروا وعادوا إلى ما كانوا عليه من عبادة الأوثان ، وقوم آمنوا بمسيلمة وهم أهل اليمامة وطائفة منعت الزكاة ، وقالت : ما رجعنا عن ديننا ولكن شححنا على أموالنا . وتأولوا ما ذكرناه .
13080 - بدأ أبو بكر رضي الله عنه قتال الجميع ، ووافقه عليه جميع الصحابة بعد أن كانوا خالفوه في ذلك ؛ لأن الذين منعوا الزكاة قد ردوا على الله قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=43وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ( 43 من سورة البقرة ) ، وردوا على جميع الصحابة الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل في قوله عز وجل قال nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة تطهرهم . . ( 103 من سورة التوبة ) ومنعوا حقا واجبا لله على الأئمة القيام بأخذه منهم ، واتفق أبو بكر وعمر وسائر الصحابة على قتالهم حتى يؤدوا حق الله في الزكاة كما يلزمهم ذلك في الصلاة .
13081 - إلا أن أبا بكر رضي الله عنه لما قاتلهم أجرى فيهم حكم من ارتد من العرب تأويلا واجتهادا .
13082 - فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رأى أن النساء والصبيان لا مدخل لهم في القتال الذي استوجبه مانع الزكاة حق الله ، وفي الأغلب أنهم لا رأي لهم في منع الزكاة ، فرأى أنه لا يجوز أن يحكم فيهم بحكم المانعين للزكاة . [ ص: 227 ] والمقاتلين دونها الجاحدين لها ، وعزر أبا بكر باجتهاده ولم يسعه في دينه أو بان له ما بان من ذلك أن يسترقهم بعدائهم وأطلق سبيلهم . وذلك أيضا بمحضر الصحابة من غير نكير . وهذا يدل على أن كل مجتهد معذور .
13083 - وقد روي أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدا كل امرأة وصبي كان بأيدي من سباه منهم ، وخير المرأة إن أرادت أن تبقى على نكاحه ينكحها الذي سباها بعد الحكم بعتقها .
13084 - وأما العقال ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة معمر بن المثنى : هو صدقة عام .
13085 - وقال غيره : هو عقال الناقة التي تعقل به وخرج كلامه على التقليل والمبالغة .
13086 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=12861ابن الكلبي : كان معاوية قد بعث عمرو بن عتبة ابن أخيه مصدقا ، فجار عليهم فقال شاعرهم :
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
؟
[ ص: 228 ] 13087 - وهذا حجة أن العقال صدقة سنة .
13088 - ومن رواه عناقا فإنما أراد التقليل أيضا ; لأن العناق لا يؤخذ في الصدقة عند طائقة من أهل العلم ولو كانت الغنم عناقا كلها .
13089 - ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد بن حنبل في " المسند " . قال : حدثني أبي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15925زكريا بن عدي ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16525عبيد الله بن عمرو ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15941زيد بن أبي أنيسة ، عن القاسم عن علي بن حسين ، قال : حدثتنا nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=953445كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فجاء رجل ، فقال : يا رسول الله كم صدقة كذا وكذا ؟ قال : " كذا وكذا " . قال : فإن فلانا تعدى علي ، قال : فنظروا ، فوجدوه قد تعدى بصاع : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فكيف بكم إذا سعى من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي ؟ " .
13090 - قال أبو عمر : كان يبكي ما يحل بأمته من بعده صلى الله عليه وسلم .
13091 - وذكر أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي في كتاب " أحكام القرآن " له ، قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : حدثنا [ ص: 229 ] أشعث بن براز ، قال : جاء رجل إلى الحسن ، فقال : إني رجل من أهل البادية ، وإنه يبعث علينا عمال يصدقوننا ويظلموننا ويعتدون علينا ، ويقومون الشاة بعشرة وقيمتها ثلاثة ، ويقومون الفريضة مائة وثمنها ثلاثون . فقال الحسن : إن الصدقة لا تؤخذ إلا عفوا ولا تزاد إلا عفوا ، من أداها سعد بها ومن بخل بها شقي . إن القوم والله لو أخذوها منكم ووضعوها في حقها وفي أهلها ما بالوا كثيرا أديتم أو قليلا ، ولكنهم حكموا لأنفسهم وأخذوا لها قاتلهم الله أنا يؤفكون ، يا سبحان الله ، ما لقيت هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم من منافق قهرهم واستأثر عليهم .