416 [ ص: 339 ] 389 - مالك عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .

التالي السابق

الشرح

9276 - وَقَدْ أَتَيْنَا بِهِ مُتَّصِلًا مُسْنَدًا فِي التَّمْهِيدِ .

9277 - وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مَالِكٌ كَمَا زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ .

9278 - قَالَ الْبَزَّارُ : لَمْ يُتَابِعْ أَحَدٌ مَالِكًا عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ .

9279 - قَالَ : وَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، رَوَاهُ عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .

9280 - قَالَ أَبُو عُمَرَ : عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ .

9281 - وَلَيْسَ فِيهِ حِكَمٌ أَكْثَرَ مِنَ التَّحْذِيرِ أَنْ يُصَلَّى إِلَى قَبْرِهِ وَأَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ، وَفِي ذَلِكَ أَمْرٌ بِأَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ ، وَإِذَا صَنَعَ مِنْ ذَلِكَ فِي قَبْرِهِ [ ص: 340 ] فَسَائِرُ آثَارِهِ أَحْرَى بِذَلِكَ .

9282 - وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ طَلَبَ مَوْضِعِ الشَّجَرَةِ الَّتِي بُويِعَ تَحْتَهَا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَذَلِكَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مُخَالَفَةٌ لِمَا سَلَكَهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي مِثْلِ ذَلِكَ .

9276 - وقد أتينا به متصلا مسندا في التمهيد .

9277 - ولم ينفرد به مالك كما زعم بعض الناس .

9278 - قال البزار : لم يتابع أحد مالكا على هذا الحديث إلا عمر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن زيد بن أسلم .

9279 - قال : وليس بمحفوظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه ، رواه عن زيد ، عن عطاء ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

9280 - قال أبو عمر : عمر بن محمد ثقة ، روى عنه الثوري وجماعة .

9281 - وليس فيه حكم أكثر من التحذير أن يصلى إلى قبره وأن يتخذ مسجدا ، وفي ذلك أمر بأن لا يعبد إلا الله وحده ، وإذا صنع من ذلك في قبره [ ص: 340 ] فسائر آثاره أحرى بذلك .

9282 - وقد كره مالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بويع تحتها بيعة الرضوان ، وذلك - والله أعلم - مخالفة لما سلكه اليهود والنصارى في مثل ذلك .