فصل : ، وهو ثلاثة أسماء : والقسم الرابع من أسمائه تعالى : ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، واختلف في جواز العدول به عن الباطن على وجهين
القدوس ، والخالق ، والبارئ .
فأما القدوس : فهو اسم من أسماء الله تعالى مختص به في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :
أحدها : أنه المبارك ، قاله قتادة .
والثاني : أنه الطاهر ، قاله وهب بن منبه .
والثالث : أنه المنزه من القبائح .
والرابع : أنه اسم مشتق من تقديس الملائكة ، فإذا حلف بالقدوس كان كالحالف بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به عن الباطن إلى غيره ، ففيه وجهان :
أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الظاهر والباطن ، إذا قيل : إن معناه المبارك أو الطاهر .
والوجه الثاني : لا يجوز ، ويكون حالفا ، ويكون ظاهرا في الظاهر والباطن إذا قيل : إنه مشتق من تقديس الملائكة ، وإنه المنزه من جميع القبائح .
وأما الخالق : فمن أسمائه ، وفي معناه وجهان :
أحدهما : أنه المحدث للأشياء على إرادته .
والثاني : أنه المقدر لها بحكمته ، فإذا حلف بالخالق كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره من المخلوقين ، ففيه وجهان :
[ ص: 259 ] أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الباطن ، إذا قيل : إن معناه المقدر للأشياء بحكمته .
والوجه الثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المحدث للأشياء على إرادته .
وأما البارئ : فمن أسمائه تعالى ، وفي معناه وجهان :
أحدهما : أنه المنشئ للخلق .
والثاني : أنه المميز للخلق ، فإذا حلف بالبارئ كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره ، فعلى الوجهين :
أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المميز للخلق .
والثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا ، إذ قيل : إن معناه المنشئ للخلق .