الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          وفي المسح على القلانس ، وخمر النساء المدارة تحت حلوقهن روايتان .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( وفي المسح على القلانس ) واحدها قلنسوة ، وأراد به المبطنات كدنيات القضاة ، والنوميات ، نص أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم ، وقاله أكثر الأصحاب ، وقدمه في " الفروع " : أنه لا يمسح عليها ككلة ، ولأنها أدنى من محنكة ، ولا ذؤابة لها ، والثانية يجوز ، اختارها الخلال ، وجزم بها في " الوجيز " ، وقال : روي عن رجلين صحابيين : عمر ، وأبي موسى ، رواه الأثرم ، وروي عن أنس أيضا ، ولأنه ملبوس معتاد ساتر للرأس أشبه العمامة المحنكة ، وعلم منه أن الطاقية لا يمسح عليها ، وهو كذلك ( وخمر النساء ) واحدها : خمار ، وهو القناع الذي تغطي به رأسها ( المدارة تحت حلوقهن روايتان ) وكذا في " المحرر " ، والمذهب أنه يجوز ، لما روى بلال قال : مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخفين ، والخمار رواه مسلم ، وفي لفظ لأحمد : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : امسحوا على الخفين والخمار وكانت أم سلمة تمسح على خمارها . ذكره ابن المنذر ، ولأنه ساتر يشق نزعه ، أشبه العمامة المحنكة ، والثانية : المنع لعدم المشقة بالمسح من تحته ، ولا تدعو الحاجة إليه كالوقاية ، وعلم منه أنه إذا لم يكن مدارا تحت حلقها أنه لا يجوز ، وهو كذلك لما ذكرنا .




                                                                                                                          الخدمات العلمية