[ ص: 187 ] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون .
قوله تعالى: (شهر رمضان) .
قال شهر رمضان بالرفع على تفسير الأيام ، كأنه لما قال: الأخفش: (أياما معدودات) فسرها فقال: هي شهر رمضان . قال أبو عبيد: وقرأ (شهر رمضان) بالنصب ، وأراه نصبه على معنى الإغراء: عليكم شهر رمضان فصوموه ، كقوله: مجاهد: (ملة أبيكم) وقوله: (صبغة الله) قلت: وممن قرأ بالنصب معاوية ، والحسن ، وزيد بن علي ، وعكرمة ، قال ويحيى بن يعمر ، الرمض: حر الحجارة من شدة حر الشمس ، ويقال: شهر رمضان ، من شدة الحر ، لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر ، ويجمع على رمضانات ، وأرمضاء ، وأرمضة . ابن فارس:
قوله تعالى: الذي أنزل فيه القرآن فيه ثلاثة أقوال . أحدها: أنه أنزل القرآن فيه جملة واحدة ، وذلك في ليلة القدر إلى بيت العزة من السماء الدنيا . قاله والثاني: أن معناه: أنه أنزل القرآن بفرض صيامه ، روي عن ابن عباس . مجاهد ، . والثالث: أن معناه: إن القرآن ابتدئ بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله والضحاك ابن إسحاق ، قال وأبو سليمان الدمشقي . والفرقان: المخرج في الدين من الشبهة والضلالة . مقاتل:
قوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه أي: من كان حاضرا غير مسافر . فإن قيل: ما الفائدة في إعادة ذكر المرض والسفر في هذه الآية ، وقد تقدم ذلك؟ قيل: لأن في الآية المتقدمة منسوخا ، فأعاده لئلا يكون مقرونا بالمنسوخ .
[ ص: 188 ] قوله تعالى: يريد الله بكم اليسر قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، اليسر: الإفطار في السفر ، والعسر: الصوم فيه . وقال والضحاك: أي: ذلك كان أيسر عليك فافعل: عمر بن عبد العزيز: ، أو الفطر . الصوم في السفر
قوله تعالى: (ولتكملوا العدة) قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وحمزة ، (ولتكملوا) بإسكان الكاف خفيفة . وقرأ والكسائي: أبو بكر عن بتشديد الميم ، وذلك مثل: "وصى" و "أوصى" وقال عاصم ولتكملوا عدة ما أفطرتم . وقال بعضهم: المراد به: لا تزيدوا على ما افترض ، كما فعلت النصارى ، ولا تنقلوه عن زمانه كما نقلته ابن عباس: (ولتكبروا الله على ما هداكم) قال حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال ، أن يكبروا لله حتى يفرغوا من عيدهم . فإن قيل: ما وجه دخول الواو في قوله: ابن عباس: ولتكملوا العدة ولتكبروا الله وليس هناك ما يعطف عليه؟ فالجواب: أن هذه الواو عطفت اللام التي بعدها على لام محذوفة ، والمعنى: ولا يريد بكم العسر ليسعدكم ، ولتكملوا العدة ، فحذفت اللام الأولى لوضوح معناها ، ذكره ابن الأنباري .
فصل
ومن السنة إظهار وإذا غدوا إلى المصلى . واختلفت الرواية عن التكبير ليلة الفطر ، وليلة النحر ، رضي الله عنه ، متى يقطع في عيد الفطر ، فنقل عنه أحمد ، يقطع بعد فراغ الإمام من الخطبة . ونقل حنبل: إذا جاء المصلى ، قطع . قال الأثرم: يعني: إذا جاء المصلى وخرج الإمام . القاضي أبو يعلى: