434 - وأخبرنا قال : حدثنا الفريابي ، ، قال : حدثنا [ ص: 856 ] قتيبة بن سعيد ، عن الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان عن أبيه ، عن سعيد المقبري أنه قال : " خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وقدر فيها أقواتها وجعل فيها رواسي من فوقها يوم الثلاثاء والأربعاء ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فخلقها يوم الخميس ويوم الجمعة ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وخلق عبد الله بن سلام آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل ، ثم تركه أربعين يوما ينظر إليه ، ويقول تبارك وتعالى : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ثم نفخ فيه من روحه ، فلما دخل في بعضه الروح ذهب ليجلس فقال [ ص: 857 ] الله تعالى : ( خلق الإنسان من عجل ) فلما تتابع فيه الروح عطس فقال الله تعالى : قل : الحمد لله ، فقال : الحمد لله ، فقال الله تعالى : رحمك ربك ، ثم قال له : اذهب إلى أهل ذلك المجلس من الملائكة فسلم عليهم ، ففعل ، فقال : هذه تحيتك وتحية ذريتك ، ثم مسح ظهره بيديه ، فأخرج فيهما من هو خالق من ذريته إلى أن تقوم الساعة ، ثم قبض يديه ، ثم قال : اختر يا آدم ، فقال : اخترت يمينك يا رب وكلتا يديك يمين ، فبسطها فإذا فيها ذريته من أهل الجنة ، فقال : من هؤلاء يا رب ؟ قال : هم من قضيت أن أخلق من ذريتك [ من أهل الجنة ] إلى أن تقوم الساعة ، فإذا فيهم من له وبيص ، فقال : ومن هؤلاء يا رب ، قال : هم الأنبياء . قال : فمن هذا الذي كان له وبيص قال : هو ابنك داود ، [ ص: 858 ] قال : فكم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة قال : فكم عمري ؟ قال : ألف سنة ، قال فزده يا رب من عمري أربعين سنة . قال : إن شئت ، قال : فقد شئت ، إذا تكتب وتختم ، ولا يبدل ، ثم رأى في آخر كف الرحمن تبارك وتعالى منهم آخر ، له فضل وبيص فقال : فمن هذا يا رب ؟ قال : محمد ، هو آخرهم ، وأولهم أدخله الجنة ، داود ؟ قال : لا ، قال : فنسي آدم ، فنسيت ذريته ، وعصى آدم ، فعصت ذريته ، وجحد آدم فجحدت ذريته ، وذلك أول يوم أمر بالشهود " . فلما أتى ملك الموت ليقبض نفسه ، قال : إنه قد بقي من عمري أربعون سنة ، قال : أو لم تكن وهبتها لابنك