الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5057 - وعن مصعب بن سعد عن أبيه ، قال الأعمش . لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة " . رواه أبو داود .

التالي السابق


5057 - ( وعن مصعب ) : بصيغة المفعول أبو زرارة ( بن سعد ) أي ابن أبي وقاص ( عن أبيه ) أي : سعد وهو أحد العشرة المبشرة ، وأما مصعب فسمع أباه وعليا وابن عمر ، وروى عنه سماك بن حرب وغيره . ( قال الأعمش ) : أي أحد الرواة وهو تابعي جليل . قال المؤلف : اسمه سليمان بن مهران الكاهلي الأسدي مولى بني كاهل ، بطن من بني أسد خزيمة ، ولد سنة ستين بأرض الري فجيء به حميلا إلى الكوفة ، فاشتراه رجل من بني كاهل ، فأعتقه وهو أحد الأعلام المشهورين بعلم الحديث والقراءة ، وعليه مدار أكثر الكوفيين ، روى عنه خلق كثير ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة . ( لا أعلمه ) أي : قول سعد هذا ( إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ) أي نقلا ورواية عنه ، أو لا أعلم الحديث إلا مرفوعا إليه عليه السلام . ( قال : التؤدة ) : بضم التاء وفتح الهمزة أي التأني ( في كل شيء ) أي : من الأعمال ( خير ) أي : مستحسن ( إلا في عمل الآخرة ) أي : لأن في تأخير الخيرات آفات . وروي أن أكثر صياح أهل النار من تسويف العمل .

قال الطيبي : وذلك لأن الأمور الدنيوية لا يعلم عواقبها في ابتدائها أنها محمودة العواقب حتى يتعجل فيها أو مذمومة فيتأخر عنها ، بخلاف الأمور الأخرية لقوله تعالى : فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم قال الغزالي في قوله تعالى : الشيطان يعدكم الفقر ينبغي للمؤمن إذا تحركت له داعية البذل أن لا يتوقف لأن الشيطان يعده الفقر ويخوفه ويصده عنه . كان أبو الحسن الفرشخي في الخلاء ، فدعا تلميذا له فقال : انزع عني القميص وادفعه إلى فلان . فقال : هلا صبرت حتى تخرج . قال : خطر لي بذله ولا آمن على نفسي أن تتغير . ( رواه أبو داود ) . وكذا الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان عن سعد مرفوعا .

[ ص: 3165 ]



الخدمات العلمية