وحدثنا
سليمان بن أحمد ، ثنا
أحمد بن المعلى ، ثنا
هشام ، قالوا : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، عن
عباد بن موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577nindex.php?page=treesubj&link=28807_29411الشعبي ، قال : أتى بي
الحجاج موثقا ، فلما انتهيت إلى باب القصر لقيني
nindex.php?page=showalam&ids=17352يزيد بن أبي مسلم ، فقال : إنا لله يا
شعبي لما بين دفتيك من العلم ، وليس بيوم شفاعة ، بؤ للأمير بالشرك والنفاق على نفسك ، فبالحري أن تنجو ، ثم لقيني
محمد بن الحجاج ، فقال لي مثل ما قال
يزيد ، فلما دخلت عليه قال : وأنت يا
شعبي فيمن خرج علينا وكثر ، قلت : أصلح الله الأمير ، أحزن بنا المنزل ، وأجدب الجناب ، وضاق المسلك ، واكتحلني السهر ، واستحلسنا الخوف ، ودفعنا في خربة خربة ، لم نكن فيها بررة أتقياء ، ولا فجرة أقوياء ، قال : صدق والله! ما بروا في خروجهم علينا ، ولا قووا علينا حيث فجروا ، فأطلقا عنه .
قال : فاحتاج إلى فريضة ، فقال : ما تقول في أخت وأم وجد ؟ قلت : اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ،
وزيد بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، رضي الله تعالى عنهم . قال : فما قال فيها
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ؟ إن كان لمتقيا ، قلت : جعل الجد أبا ، وأعطى الأم الثلث ، ولم يعط الأخت شيئا ، قال : فما قال فيها أمير المؤمنين ؟ يعني
عثمان ،
[ ص: 326 ] قلت : جعلها أثلاثا . قال : فما قال فيها
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ؟ قلت : جعلها من تسعة ، فأعطى الأم ثلاثا ، وأعطى الجد أربعا ، وأعطى الأخت سهمين . قال : فما قال فيها
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ؟ قلت : جعلها من ستة ، أعطى الأخت ثلاثا ، وأعطى الأم سهما ، وأعطى الجد سهمين . قال : مر القاضي فليمضها على ما أمضاها عليه أمير المؤمنين
عثمان . إذ دخل عليه الحاجب فقال : إن بالباب رسلا ، قال : ائذن لهم . فدخلوا عمائمهم على أوساطهم ، وسيوفهم على عواتقهم ، وكتبهم في أيمانهم ، فدخل رجل من
بني سليم يقال له
شبابة بن عاصم ، فقال : من أين أنت ؟ قال : من
الشام ، قال : كيف أمير المؤمنين ، كيف حشمه ؟ فأخبره ، فقال : هل كان وراءك من غيث ، قال : نعم ، أصابتني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب ، قال : فانعت لي كيف كان وقع المطر ، وكيف كان أثره وتباشيره ، فقال : أصابتني سحابة بحوران ، فوقع قطر صغار وقطر كبار ، فكان الكبار لحمة الصغار ، فوقع سبط متدارك وهو السح الذي سمعت به ، فواد سائل وواد نازح وأرض مقبلة وأرض مدبرة وأصابتني سحابة بسوا أو قال : بالقريتين- شك
عيسى - فلبدت الدماث وأسالت العزاز وأدحضت الملاع ، فصدعت عن الكمأة أماكنها ، وأصابتني أيضا سحابة فتأت العيون بعد الري ، وامتلأت الأخاديد ، وأفعمت الأودية ، وجئتك في مثل وجار الضبع ، ثم قال : ائذن ، فدخل رجل من
بني أسد ، فقال : هل كان وراءك غيث ؟ فقال : لا ، كثر الإعصار ، واغبر البلاد ، وأكل ما أشرف من الجنبة فاستقينا ؛ إنه عام سنة ، فقال : بئس المخبر أنت ، فقال : أخبرتك بما كان ، ثم قال : ائذن ، فدخل رجل من
أهل اليمامة ، فقال : هل كان وراءك من غيث ؟ فقال : تقنعت الرواد تدعو إلى زيادتها ، وسمعت قائلا يقول : هلم أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران ، وتشكى
[ ص: 327 ] فيها النساء ، وتنافس فيها المعزى ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : ولم يدر
الحجاج ما قال ، فقال : ويحك ، إنما تحدث
أهل الشام فأفهمهم ، فقال : نعم أصلح الله الأمير ، أخصب الناس فكان الثمر والسمن والزبد واللبن ، فلا يوقد نار ليختبز بها ، وأما تشكي النساء فإن المرأة تظل تريف بهمها وتمخض لبنها ، فتبيت ولها أنين من عضديها كأنهما ليستا معها ، وأما تنافس المعزى ؛ فإنها ترى من أنواع الشجر وألوان الثمر ونور النبات ما يشبع بطونها ولا يشبع عيونها ، فتبيت وقد امتلأت أكراشها ، لها من الكظة جرة ، فتبقى الجرة حتى تستنزل بهما الدرة . ثم قال : ائذن ، فدخل رجل من الموالي كان يقال إنه من أشد الناس في ذلك الزمان ، فقال : هل كان وراءك من غيث ؟ قال : نعم ، ولكن لا أحسن أقول كما قال هؤلاء ، فقال : قل كما تحسن ، فقال : أصابتني سحابة
بحلوان ، فلم أزل أطأ في أثرها حتى دخلت على الأمير ، فقال
الحجاج : لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة ، إنك أطولهم بالسيف خطوة .
حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14474أبو العباس السراج ، ثنا
محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حدثني
أبي عباد بن موسى ، قال : أخبرني
أبو بكر الهذلي ، قال : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : ألا أحدثك حديثا تحفظه في مجلس واحد إن كنت حافظا كما حفظت ؟ إنه لما أتى بي
nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج بن يوسف وأنا مقيد ، فخرج إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17352يزيد بن أبي مسلم ، فقال : إنا لله وما بين دفتيك من العلم يا
شعبي ، فذكر نحوه .
حدثنا
أبو بكر الطلحي ، ثنا
أحمد بن حماد بن سفيان ، ثنا
محمود بن خداش ، ثنا
محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عن
محمد بن جعادة ، قال : كان
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي من أولع الناس بهذا البيت :
nindex.php?page=treesubj&link=19547ليست الأحلام في حين الرضا إنما الأحلام في وقت الغضب
حدثنا
أبو أحمد الغطريفي ، ثنا
أبو الفضل محمد بن الفضل ، حدثني
محمد بن سعيد القزاز ، ثنا
أبو أمية ، ثنا
إبراهيم بن محمد الهذلي ، عن
هشيم ، عن
مجالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، أنه كان يقول :
[ ص: 328 ] nindex.php?page=treesubj&link=29562_17406إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فأنت وعير بالفلاة سواء
وَحَدَّثَنَا
سليمان بن أحمد ، ثَنَا
أحمد بن المعلى ، ثَنَا
هشام ، قَالُوا : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16753عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ
عباد بن موسى ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577nindex.php?page=treesubj&link=28807_29411الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : أَتَى بِي
الحجاج مُوثَقًا ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِ الْقَصْرِ لَقِيَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17352يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ يَا
شعبي لِمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ ، وَلَيْسَ بِيَوْمِ شَفَاعَةٍ ، بُؤْ لِلْأَمِيرِ بِالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ ، ثُمَّ لَقِيَنِي
محمد بن الحجاج ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ
يزيد ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ : وَأَنْتَ يَا
شعبي فِيمَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا وَكَثُرَ ، قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، أَحْزَنَ بِنَا الْمَنْزِلُ ، وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ ، وَضَاقَ الْمَسْلَكُ ، وَاكْتَحَلَنِي السَّهَرُ ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ ، وَدُفِعْنَا فِي خَرَبَةٍ خَرِبَةٍ ، لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ ، وَلَا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ ، قَالَ : صَدَقَ وَاللَّهِ! مَا بَرُّوا فِي خُرُوجِهِمْ عَلَيْنَا ، وَلَا قَوُوا عَلَيْنَا حَيْثُ فَجَرُوا ، فَأَطْلَقَا عَنْهُ .
قَالَ : فَاحْتَاجَ إِلَى فَرِيضَةٍ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَجَدٍّ ؟ قُلْتُ : اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ،
وزيد بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ . قَالَ : فَمَا قَالَ فِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ؟ إِنْ كَانَ لَمُتَّقِيًا ، قُلْتُ : جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا ، وَأَعْطَى الْأُمَّ الثُّلُثَ ، وَلَمْ يُعْطِ الْأُخْتَ شَيْئًا ، قَالَ : فَمَا قَالَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ يَعْنِي
عثمان ،
[ ص: 326 ] قُلْتُ : جَعَلَهَا أَثْلَاثًا . قَالَ : فَمَا قَالَ فِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ؟ قُلْتُ : جَعَلَهَا مِنْ تِسْعَةٍ ، فَأَعْطَى الْأُمَّ ثَلَاثًا ، وَأَعْطَى الْجَدَّ أَرْبَعًا ، وَأَعْطَى الْأُخْتَ سَهْمَيْنِ . قَالَ : فَمَا قَالَ فِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ؟ قُلْتُ : جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ ، أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثًا ، وَأَعْطَى الْأُمَّ سَهْمًا ، وَأَعْطَى الْجَدَّ سَهْمَيْنِ . قَالَ : مُرِ الْقَاضِيَ فَلْيُمْضِهَا عَلَى مَا أَمْضَاهَا عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
عثمان . إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ : إِنَّ بِالْبَابِ رُسُلًا ، قَالَ : ائْذَنْ لَهُمْ . فَدَخَلُوا عَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ ، وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، وَكُتُبُهُمْ فِي أَيْمَانِهِمْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي سَلِيمٍ يُقَالُ لَهُ
شبابة بن عاصم ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنَ
الشَّامِ ، قَالَ : كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ حَشَمُهُ ؟ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَصَابَتْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثُ سَحَائِبَ ، قَالَ : فَانْعَتْ لِي كَيْفَ كَانَ وَقْعُ الْمَطَرِ ، وَكَيْفَ كَانَ أَثَرُهُ وَتَبَاشِيرُهُ ، فَقَالَ : أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحَوْرَانَ ، فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ ، فَكَانَ الْكِبَارُ لُحْمَةَ الصِّغَارِ ، فَوَقَعَ سَبْطٌ مُتَدَارِكٌ وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعْتَ بِهِ ، فَوَادٍ سَائِلٌ وَوَادٍ نَازِحٌ وَأَرْضٌ مُقْبَلَةٌ وَأَرْضٌ مُدْبَرَةٌ وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسَوَا أَوْ قَالَ : بِالْقَرْيَتَيْنِ- شَكَّ
عيسى - فَلَبَّدَتِ الدِّمَاثَ وَأَسَالَتِ الْعَزَازَ وَأَدْحَضَتِ الْمَلَاعَ ، فَصَدَعَتْ عَنِ الْكَمْأَةِ أَمَاكِنُهَا ، وَأَصَابَتْنِي أَيْضًا سَحَابَةٌ فَتَأَتِ الْعُيُونَ بَعْدَ الرَّيِّ ، وَامْتَلَأَتِ الْأَخَادِيدُ ، وَأُفْعِمَتِ الْأَوْدِيَةُ ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وِجَارِ الضَّبُعِ ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي أَسَدٍ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ غَيْثٌ ؟ فَقَالَ : لَا ، كَثُرَ الْإِعْصَارُ ، وَاغْبَرَّ الْبِلَادُ ، وَأُكِلَ مَا أَشْرَفَ مِنَ الْجَنْبَةِ فَاسْتَقَيْنَا ؛ إِنَّهُ عَامُ سَنَةٍ ، فَقَالَ : بِئْسَ الْمُخْبِرُ أَنْتَ ، فَقَالَ : أَخْبَرْتُكَ بِمَا كَانَ ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ
أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ؟ فَقَالَ : تَقَنَّعَتِ الرُّوَّادُ تَدْعُو إِلَى زِيَادَتِهَا ، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ : هَلُمَّ أَظْعُنَكُمْ إِلَى مَحَلَّةٍ تُطْفَأُ فِيهَا النِّيرَانُ ، وَتُشَكَّى
[ ص: 327 ] فِيهَا النِّسَاءُ ، وَتُنَافِسُ فِيهَا الْمِعْزَى ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : وَلِمَ يَدْرِ
الحجاج مَا قَالَ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ ، إِنَّمَا تُحَدِّثُ
أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ ، فَقَالَ : نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ ، أَخْصَبَ النَّاسُ فَكَانَ الثَّمَرُ وَالسَّمْنُ وَالزُّبْدُ وَاللَّبَنُ ، فَلَا يُوقَدُ نَارٌ لِيُخْتَبَزَ بِهَا ، وَأَمَّا تَشَكِّي النِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ تَظَلُّ تُرَيِّفُ بَهْمَهَا وَتَمْخُضُ لَبَنَهَا ، فَتَبِيتُ وَلَهَا أَنِينٌ مِنْ عَضُدَيْهَا كَأَنَّهُمَا لَيْسَتَا مَعَهَا ، وَأَمَّا تَنَافُسُ الْمِعْزَى ؛ فَإِنَّهَا تَرَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ وَنُورِ النَّبَاتِ مَا يُشْبِعُ بُطُونَهَا وَلَا يُشْبِعُ عُيُونَهَا ، فَتَبِيتُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ أَكْرَاشُهَا ، لَهَا مِنَ الْكِظَّةِ جِرَّةٌ ، فَتَبْقَى الْجِرَّةُ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ بِهِمَا الدِّرَّةَ . ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي كَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فَقَالَ : هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ لَا أُحْسِنُ أَقُولُ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ ، فَقَالَ : قُلْ كَمَا تُحْسِنُ ، فَقَالَ : أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ
بِحُلْوَانَ ، فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الْأَمِيرِ ، فَقَالَ
الحجاج : لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي الْمَطَرِ خُطْبَةً ، إِنَّكَ أَطْوَلُهُمْ بِالسَّيْفِ خُطْوَةً .
حَدَّثَنَا
أبو حامد بن جبلة ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14474أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ ، ثَنَا
محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حَدَّثَنِي
أبي عباد بن موسى ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أبو بكر الهذلي ، قَالَ : قَالَ لِي
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا تَحْفَظُهُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ إِنْ كُنْتَ حَافِظًا كَمَا حَفِظْتُ ؟ إِنَّهُ لَمَّا أَتَى بِي
nindex.php?page=showalam&ids=14078الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ وَأَنَا مُقَيَّدٌ ، فَخَرَجَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=17352يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ يَا
شعبي ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
حَدَّثَنَا
أبو بكر الطلحي ، ثَنَا
أحمد بن حماد بن سفيان ، ثَنَا
محمود بن خداش ، ثَنَا
محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ، عَنْ
محمد بن جعادة ، قَالَ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ مِنْ أَوْلَعِ النَّاسِ بِهَذَا الْبَيْتِ :
nindex.php?page=treesubj&link=19547لَيْسَتِ الْأَحْلَامُ فِي حِينِ الرِّضَا إِنَّمَا الْأَحْلَامُ فِي وَقْتِ الْغَضَبْ
حَدَّثَنَا
أبو أحمد الغطريفي ، ثَنَا
أبو الفضل محمد بن الفضل ، حَدَّثَنِي
محمد بن سعيد القزاز ، ثَنَا
أبو أمية ، ثَنَا
إبراهيم بن محمد الهذلي ، عَنْ
هشيم ، عَنْ
مجالد ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
[ ص: 328 ] nindex.php?page=treesubj&link=29562_17406إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْشَقْ وَلَمْ تَدْرِ مَا الْهَوَى فَأَنْتَ وَعِيرٌ بِالْفَلَاةِ سَوَاءُ