الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5520 حدثني محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا عيسى بن طهمان قال خرج إلينا أنس بن مالك بنعلين لهما قبالان فقال ثابت البناني هذه نعل النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا محمد ) هو ابن مقاتل ، وعبد الله هو ابن المبارك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عيسى بن طهمان قال : أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين لهما قبالان ، فقال ثابت البناني : هذه نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ) هذا مرسل قاله الإسماعيلي . قلت صورته الإرسال لأن ثابتا لم يصرح بأن أنسا أخبره بذلك ، فإن كان ثابت قاله بحضرة أنس وأقره أنس على ذلك فيكون أخذ عيسى بن طهمان له عن أنس عرضا ، لكن قد تقدم هذا الحديث في الخمس من طريق ابن أحمد الزبيري عن عيسى بن طهمان بما ينفي هذا الاحتمال ، ولفظه " أخرج إلينا أنس نعلين جرداوتين لهما قبالان ، فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي - صلى الله عليه وسلم - " فظهر بهذا أن رواية عيسى عن أنس إخراجه النعلين فقط وأن إضافتهما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية عيسى عن ثابت عن أنس ، وقد أشار الإسماعيلي إلى أن إخراج طريق أبي أحمد أولى ، وكأنه لم يستحضر أنها تقدمت هناك ، والبخاري على عادته إذا صحت الطريق موصولة لا يمتنع من إيراد ما ظاهره الإرسال اعتمادا على الموصول ، وقد أخرج الترمذي في " الشمائل " وابن ماجه بسند قوي من حديث ابن عباس " كانت لنعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبالان مثنى شراكهما " قال الكرماني : دلالة الحديث على الترجمة من جهة أن النعل صادقة على مجموع ما يلبس في الرجلين ، وأما الركن الثاني من الترجمة فمن جهة أن مقابلة الشيء بالشيء يفيد التوزيع ، فلكل واحد من نعل كل رجل قبال واحد . قلت : بل أشار البخاري إلى ما ورد عن بعض السلف ، فقد أخرج البزار والطبراني في " الصغير " من حديث أبي هريرة مثل حديث أنس هذا وزاد " وكذا لأبي بكر ولعمر ، وأول من عقد عقدة واحدة عثمان بن عفان " لفظ الطبراني وسياق البزار مختصر ، ورجال سنده ثقات ، وله شاهد أخرجه النسائي من رواية محمد بن سيرين عن عمرو بن أوس مثله دون ذكر عثمان .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية