الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5486 - وعن أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه ، وإني أنذركموه " . فوصفه لنا قال : " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي " . قالوا : يا رسول الله ! فكيف قلوبنا يومئذ ؟ قال : " مثلها ، يعني اليوم أو خير " . رواه الترمذي ، وأبو داود .

التالي السابق


5486 - عن أبي عبيدة بن الجراح قال : سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول : " إنه " ) أي : الشأن ( " لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر الدجال قومه " ) أي : خوفهم به ، وقدم المفعول الثاني للاهتمام بذكره ، وقد تقدم أن نوحا - عليه الصلاة والسلام - أنذر قومه ، فبعد نوح ليس للاحتراز ، ( " وإني أنذركموه " ) أي : الدجال ببيان وصفه خوفا عليكم من تلبيسه ومكره ( فوصفه لنا ) أي : ببعض أوصافه ( قال ) أي : النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ( " لعله سيدركه بعض من رآني " ) أي : على تقدير خروجه سريعا ، وقيل : دل على بقاء الخضر ( " أو سمع كلامي " ) . ليس أو للشك من الراوي ، بل للتنويع ; لأنه لا يلزم من الرؤية السماع ، وهو لمنع الخلو لإمكان الجمع . وقيل : المعنى أو حديثي بأن وصل إليه ولو بعد حين ، ( قالوا : يا رسول الله ! فكيف قلوبنا يومئذ ؟ ) فيه إشارة إلى أن سحره يؤثر في قلوب المؤمنين ، وإن كان يخيل في أعينهم ما ليس من اليقين ، ( قال : " مثلها " ) أي : مثل قلوبكم الآن ، وهو معنى قول الراوي : ( يعني ) أي : يريد بالإطلاق تقييد الكلام بقوله : ( اليوم " أو خير " ) : شك من الراوي ، ويحتمل التنويع بحسب الأشخاص . ( رواه الترمذي ) ، قيل : وحسنه ، ( وأبو داود ) .




الخدمات العلمية