إسلام ويب - نيل الأوطار - كتاب العيدين - باب حكم الهلال إذا غم ثم علم به من آخر النهار- الجزء رقم3
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=2411_2408 1305 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14713الفطر يوم يفطر الناس ، والأضحى يوم يضحي الناس } رواه الترمذي وصححه ) .
1306 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14521الصوم يوم يصومون ، والفطر يوم يفطرون ، والأضحى يوم يضحون } رواه الترمذي أيضا ، وهو لأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه " إلا فصل الصوم " ) .
الحديث الأول أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وقال : وقفه عليها هو الصواب .
والحديث الثاني حسنه الترمذي وسكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري ورجال إسناده ثقات . قال الترمذي : وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال : إنما معنى هذا : أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في معنى الحديث : إن الخطأ مرفوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض لا شيء عليهم من وزر أو عيب ، وكذلك في الحج إذا أخطئوا يوم عرفة ليس عليهم إعادة . وقال [ ص: 370 ] غيره : فيه الإشارة إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=2538_2536_2408يوم الشك لا يصام احتياطا ، وإنما يصوم يوم يصوم الناس . وقيل : فيه الرد على من يقول إن nindex.php?page=treesubj&link=2391من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز له أن يصوم به ويفطر دون من لم يعلم . وقيل : إن nindex.php?page=treesubj&link=2408الشاهد الواحد إذا رأى الهلال ولم يحكم القاضي بشهادته أنه لا يكون هذا صوما له كما لم يكن للناس ، ذكر هذه الأقوال المنذري في مختصر السنن . وقد ذهب إلى الأخير nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن الشيباني قال : إنه يتعين على المنفرد برؤية هلال الشهر حكم الناس في الصوم والحج وإن خالف ما تيقنه .
وروي مثل ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء والحسن ، والخلاف في ذلك للجمهور فقالوا : يتعين عليه حكم نفسه فيما تيقنه ، وفسروا الحديث بمثل ما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي . وقيل : في معنى الحديث : إنه إخبار بأن الناس يتحزبون أحزابا ويخالفون الهدي النبوي ، فطائفة تعمل بالحساب وعليه أمة من الناس ، وطائفة يقدمون الصوم والوقوف بعرفة وجعلوا ذلك شعارا وهم الباطنية ، وبقي الهدي النبوي الفرقة التي لا تزال ظاهرة على الحق ، فهي المرادة بلفظ الناس في الحديث وهي السواد الأعظم ولو كانت قليلة العدد