الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5704 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات : ثنتين منهن في ذات الله . قوله : إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا ، وقال : بينا هو ذات يوم وسارة ، إذ أتى على جبار من الجبابرة ، فقيل له : إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه ، فسأله عنها : من هذه ؟ قال : أختي : فأتى سارة ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه أنك أختي لأنك أختي في الإسلام ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل إليها ، فأتي بها ، قام إبراهيم يصلي ، فلما دخلت عليه ، ذهب يتناولها بيده . فأخذ - ويروى فغط - حتى ركض برجله ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، ثم تناولها الثانية ، فأخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله فأطلق ، فدعا بعض حجبته ، فقال : إنك لم تأتيني بإنسان ، إنما أتيتني بشيطان ، فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي فأومأ يده مهيم ؟ قالت : رد الله كيد الكافر في نحره ، وأخدم هاجر " . قال أبو هريرة : تلك أمكم يا بني ماء السماء متفق عليه .

التالي السابق


5704 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات " ) : بفتح الذال ، وفي نسخة بكسرها . قال ميرك نقلا عن الشيخ : هو اسم لا صفة لأنك تقول كذب كذبة ، كما تقول ركع ركعة ، ولو كان صفة لسكن في الجمع ، وقال أبو البقاء : الجيد أن يقال بفتح الذال في الجمع ، أقول : ولعل وجهه أن المصدر جاء بالفتح والكسر على ما يفهم من القاموس ، لكن لما كان الفتح مخصوصا بالمعنى الاسمي بخلاف الكسر ، فإنه مشترك بين الاسم والمصدر كان الفتح أجود ، هذا وقد أورد على الحصر ما رواه مسلم من ذكر قول إبراهيم في الكوكب هذا ربي وأجيب : بأنه في حالة الطفولية ، وهي ليست زمان التكليف ، أو المقصود منه الاستفهام للتوبيخ والاحتجاج . قال المازري : أما الكذب على الأنبياء فيما هو طريق البلاغ عن الله عز وجل ، فالأنبياء معصومون منه ، سواء قل أو كثر ، فإن تجويزه منهم يرفع الوثوق بأقوالهم لأن منصب النبوة يرتفع عنه ، وأما ما لا يتعلق بالبلاغ ، ويعد من الصغائر كالكذبة الواحدة في حقير من أمر الدنيا ، ففي إمكان وقوعه منهم ، وعصمتهم منه القولان المشهوران للسلف والخلف . قال عياض : الصحيح أن الكذب لا يقع منهم مطلقا ، وأما الكذبات المذكورات ، فإنما هي بالنسبة إلى فهم السامع لكونها في صورة الكذب ، وأما في نفس الأمر فليست كذبات . قلت : ووافقه شارح من علمائنا حيث قال : إنما سماها كذبات وإن كانت من جملة المعاريض لعلو شأنهم عن الكناية بالحق ، فيقع ذلك موقع الكذب عن غيرهم ، أو لأنها لما كانت صورتها صورة الكذب سميت كذبات ، وقال الأكمل في ( شرح المشارق ) : يحتمل أن يراد بها حقيقة الكذب ، لأن الاستثناء من النفي إثبات ، فيحتاج إلى العذر بأن الكذب للإصلاح جائز ، فما ظنك في دفع ظلم الظالمين ؟ قال ابن الملك : كيف يحتمل ذلك ، مع كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام قرينة حالية ومقالية دالة على أنه تجوز فيه ، ولم يرد ظاهره ألا يرى أن من جملة كذباته قوله لسارة : إنك أختي في الإسلام ، فقوله في الإسلام قرينة على أنه لم يرد به الأخت في النسب ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم ) فإن استحالة صدور الفعل من الجد قرينة على أنه مؤول أو مجوز فيه ، فلا يكون كذبا . قلت : ولا سيما فيه قول بالموقف على بل فعله والابتداء بقوله : كبيرهم هذا . ( ثنتين منهن ) : بدل من " ثلاث كذبات " ( في ذات الله ) أي : لأجل الله تعالى ، أو من أمر الله ، أو فيما يتعلق بتنزيه ذاته عن الشرك ، أو يراد به القرآن أي : في كلامه ، وعبر به عنه لما لم ينفك عن المتكلم ، كما هو رأي الأشعري كذا ذكره ابن الملك ، وتوضيحه ما قال شارح أي : في أمر الله وما يختص به ، إذ لم يكن إبراهيم نفسه فيه أرب ، لأنه قصد بالأولى أن يتخلف عن القوم بهذا العذر فيعمل بالأصنام ما فعل ، وبالثانية إلزام الحجة عليهم بأنهم ضلال سفهاء في عبادة ما لا يضر ولا ينفع ، وقيل : يحتمل حذف المضاف أي : في كلام ذات الله يعني أن اثنتين مذكورتان في كلام الله تعالى دون الثالثة ، وهي قوله لسارة : هي أختي .

قال النووي : وهذه أيضا في ذات الله تعالى لأنها سبب دفع كافر ظالم عن مواقعة فاحشة عظيمة لا يرضى بها الله تعالى ، وإنما خص الاثنتين بأنهما في ذات الله تعالى لكون الثالثة تضمنت نفعا له ودفعا لحرمه ، هذا وفي " المغرب " : ذو بمعنى الصاحب يقتضي شيئين موصوفا ومضافا إليه ، وتقول للمؤنث : امرأة ذات مال ، ثم اقتطعوها عن مقتضاها ، وأجروها مجرى الأسماء التامة المستقلة بأنفسها غير المقتضية لما سواها . فقالوا : ذات قديمة أو محدثة ، ونسبوا إليها من غير تغيير علامة التأنيث ، فقالوا : الصفات الذاتية واستعملوها استعمال النفس والشيء عن أبي سعيد : كل شيء ذات وكل ذات شيء .

قال الطيبي - رحمه الله - قوله : في ذات الله أي : في الدفع عن ذات الله ما لا يليق بجلاله ، ويدل عليه ما جاء في حديث آخر ما فيها كذبة إلا ما حل عن دين الله أي : خاصم وجادل وذب عن دين الله ، وهو بمعنى التعريض لأنه

[ ص: 3638 ] نوع من الكناية ، ونوع من التعريض يسمى الاستدراج ، وهو إرخاء العنان مع الخصم في المجاراة ليعثر حيث يريد تبكيته ، فسلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع القوم هذا المنهج فحينئذ . ( " قوله " ) : بالرفع وفي نسخة بالجر إني سقيم : وذلك عندما طلبوا منه عليه الصلاة والسلام أن يخرج معهم إلى عيدهم ، فأراد أن يتخلف عنهم للأمر الذي هم به فنظر نظرة إلى النجوم فقال : إني سقيم ، وفيه إتمام منه أنه استدل بأمارة علم النجوم على أنه سقيم ليتركوه ، فيفعل بالأصنام ما أراد أن يفعل ، أو سقيم القلب لما فيه من الغيظ باتخاذكم النجوم آلهة ، أو بعبادتكم الأصنام . ( وقوله ) : بالوجهين ، وهو حين كسر عليه الصلاة والسلام أصنامهم إلا كبيرها ، وعلق الفاس في عنقه بل فعله كبيرهم هذا أي : فاسألوهم إن كانوا ينطقون يعني : إن كان لهم نطق ، ففيه تنبيه نبيه على أن الإله الذي لا يقدر على دفع المضرة عن نفسه ، فكيف يرجى منه دفع الضرر عن غيره ؟ وإيماء إلى أن العاجز عن النطق لا يصلح للألوهية ، فإن الإله من هو منعوت بصفات الكمال من أسماء الجلال والجمال .

( وقال ) أي : النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - في بيان الثالثة ( بينا هو ) أي : ( إبراهيم عليه الصلاة والسلام متوجه إلى الشام ( ذات يوم ) أي : بعد هلاك نمرود ( وسارة ) : عطف على هو ، وهي بنت عمه ( إذ أتى ) أي : مر إبراهيم ( على جبار من الجبابرة ) أي : ظالم مسلط . قال الطيبي - رحمه الله : أتى جواب بينا أي : بينا هما يسيران ذات يوم ، إذ أتيا على بلد جبار من الجبابرة فوشي بهما ، ( فقيل له ) أي : للجبار ( إن هاهنا ) أي : في بلدنا هذا ( رجلا معه امرأة من أحسن الناس ) أي : صورة ( فأرسل ) أي : رسولا ( إليه ) أي : إلى إبراهيم يطلبه فذهب إليه ، ( قال عنها ) أي : عن جهتها ( من هذه ) ؟ أي : من تكون هذه المرأة التي معك .

قال الطيبي - رحمه الله : من هذه بيان للسؤال أي : سأل الجبار بهذا اللفظ ( قال : أختي ) : في الإسلام ، وقيل : كان كاذبا وكان جائزا بل واجبا في دفع الظالم على ما شرح مسلم ، لكن حمله على التعريض أولى ، فإنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال على ما رواه ابن عدي ، وعن عمران بن حصين : إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ، مع أن نفس قوله : أختي لا يخلو عن تعريض ما حيث لم يقل هذه أختي أو هي أختي . ( فأتى ) أي : إبراهيم ( سارة فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم ) : إن شرطية أي : إن علم ( أنك امرأتي يغلبني عليك ) أي : في أخذك بالظلم عني ( فإن سألك ) أي : عن نسبك ونسبتك على تقدير إرساله إليك ووصولك عنده ( فأخبريه أنك أختي ) أي : على طريق التعلق كما فعلته ( فإنك أختي في الإسلام ) أي : حقيقة بلا مشاركة لأحد غيرنا في هذا المقام كما بينه بقوله : ( ليس ) أي : موجود ( على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ) .

قال الطيبي - رحمه الله : يريد به قوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة . بمعنى أن الإعلان قد عقد بين أهله السبب القريب والنسب اللاحق ما يفضل الأخوة في النسب السابق ، وليس أحد أحق بهذا الحق العقد مني ومنك الآن ، لأنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك انتهى . واستشكل بكون لوط عليه الصلاة والسلام يشاركها في الإيمان كما قال تعالى : فآمن له لوط ويمكن أن يجاب بأن مراده بالأرض هي التي وقع فيها ما وقع له ، ولم يكن معه لوط إذ ذاك . ذكره العسقلاني - رحمه الله - ثم قيل : كان من أمر ذلك الجبار الذي يتدين

[ ص: 3639 ] به في الأحكام السياسية أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج ، ويرى أنها إذا اختارت الزوج ، فليس لها أن تمتنع من السلطان ، بل يكون هو أحق بها من زوجها ، فأما اللاتي لا أزواج لهن ، فلا سبيل عليهن إلا إذا رضين ، ويحتمل أن يكون المراد أنه إن علم ذلك ألزمني بالطلاق ، أو قصد قتلي حرصا عليك ، وقيل : لأن دين الملك أن لا يحل له التزوج والتمتع بقرابات الأنبياء .

( فأرسل ) أي : الجبار ( إليها ) أي : إلى سارة يطلبها ( فأتي بها ) أي : جيء بها إلى الجبار ( قام إبراهيم : استئناف بيان كأن قائلا قال : فماذا فعل بعد ؟ فأجيب : قام إبراهيم ( يصلي ) : حال أو استئناف تعليل أي : ليصلي عملا بقوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة كما كان - صلى الله تعالى عليه وسلم - إذا حزبه أمر صلى على ما رواه أحمد ، وأبو داود ، عن حذيفة : ( فلما دخلت ) : بصيغة الفاعل وفي نسخة : أدخلت ( عليه ) أي : على الجبار ( ذهب ) أي : طفق ( يتناول ) أي : يأخذها ويمسها ( بيده ) أي : من غير سؤال وجواب ، أو بعد سؤالها وسماع جوابها ، لكن غلب عليه الميل إليها لكمال حسنها وجمالها . ( فأخذ ) : بصيغة المجهول مخففا أي : حبس نفسه وضغط ، والمراد به الخنق هاهنا . أي : أخذ بمجاري نفسه حتى سمع له غطيط . وقال ابن الملك : فأخذ ببناء المجهول أي : حبس عن إمساكها ، أو عوقب بذنبه ، أو أغمي عليه ، وفي نسخة بتشديد الخاء . قال شارح : ويروى أخذ على بناء المجهول من التأخيذ ، وهو استجلاب قلب شخص برقية أو غيرها ، كالسحر بحيث يصل له خرف أو هيمان أو جنون على ما قال العسقلاني ، ويؤيد رواية التخفيف قول المؤلف : ( ويروى ) أي : بدل يأخذ أو زيادة عليه ( فغط ) : بضم غين معجمة وتشديد طاء مهملة أي : خنق ( حتى ركض برجله ) أي : ضرب برجليه الأرض من شدة الغيظ .

وقال ابن الملك أي : حصر حصرا شديدا . وقيل : الغط هنا بمعنى الخنق . أي : أخذ بمجامع مجاري نفسه حتى يسمع له غطيط نخير وهو صوت بالأنف ، وقال العسقلاني أي : اختنق حتى صار كالمصروع ، ( فقال : ادعي ) أي : سلي ( الله لي ) أي : لأجلي الخلاص ( ولا أضرك ) أي : بالتعرض لك ( فدعت الله فأطلق ) أي : من الأخذ ( ثم تناول ) أي : أراد تناولها ( الثانية ) أي : المرة الثانية ( فأخذ مثلها ) أي : مثل الأخذة الأولى ( أو أشد ) أي : بل أشد منها ( فقال : ادعي الله لي ولا أضرك ، فدعت الله ، فأطلق فدعا بعض حجبته ) : بفتحتين جمع حاجب كطلبة جمع طالب ( فقال : إنك لم تأتيني بإنسان ) أي : حتى أقدر عليها ( إنما أتيتني بشيطان ) أي : حيث لم أقدر عليها ، بل تصرعني ، وتريد أن تهلكني .

قال الطيبي - رحمه الله : أراد به المتمرد من الجني ، وكانوا يهابون الجن ويعظمون أمرهم ، ( فأخدمها هاجر ) أي : جعل الجبار هاجر خادمة لسارة لما رأى كرامتها وقربها عند الله ، أو جبرا لما وقع من كسر خاطرها حيث تعرض لها ، ( فأتته ) أي : إبراهيم ( وهو قائم يصلي ) : وهو إما لعدم إطلاعه على خلاصها استمر على حاله ، أو انكشف له الأمر ، وزاد في العبادة ليكون عبدا شكورا بعدما كان عبدا صبورا ، ويؤيد الأول قوله : ( فأومأ ) : بهمزتين أي : أشار إبراهيم ( بيده ) أي : إلى سارة وهو في الصلاة ( مهيم ) ؟ بفتح فسكون مرتين أي : ما شأنك وما حالك ؟ وهي كلمة يمانية يستفهم بما ، وهاهنا مفسرة للإيماء أي : أومأ بيده بما يفهم منها معناه ، وليست بترجمة لقوله : وإلا لكان من حقه أن يقول : فأومأ بيده وقال : مهيم ؟ ( قالت : رد الله كيد الكافر في نحره ) أي : على صدره ، وهو من قوله تعالى : ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ومن قبيل الدعاء المأثور : اللهم [ ص: 3640 ] إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم . ( وأخدم هاجر ) أي : أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام قيل : سميت هاجر لأنها هاجرت من الشام إلى مكة . وقيل : كان لا يولد له من سارة ، فوهبت هاجر له وقالت : عسى الله أن يرزقك منها ولدا ، وكان إبراهيم عليه السلام يومئذ ابن مائة سنة ، نقله ابن الملك .

( قال أبو هريرة : تلك ) أي : هاجر ( أمكم ) أي : جدتكم ( يا بني ماء السماء ) قال القاضي - رحمه الله : قيل : أراد بهم العرب ، سموا بذلك لأنهم يتبعون المطر ، ويتمتعون به ، والعرب وإن لم يكونوا بأجمعهم من بطن هاجر ، لكن غلب أولاد إسماعيل على غيرهم ، وقيل : أراد بهم الأنصار لأنهم أولاد عامر بن حارثة الأزدي ، جد نعمان بن المنذر ، وهو كان ملقبا بماء السماء ، لأنه كان يستمطر به ، ويحتمل أنه أراد بهم بني إسماعيل ، وسماهم بذلك لطهارة نسبهم وشرف أصولهم .

قال ابن الملك : وقيل : أشار بهم لكونهم من ولد هاجر ، لأن إسماعيل أنبع الله تبارك وتعالى له زمزم وهي من ماء السماء ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

قال الطيبي - رحمه الله - فإن قلت : فإذا شهد له الصادق المصدوق بالبراءة عن ساحة ، فما باله يشهد على نفسه بها من حديث الشفاعة في قوله : وإن كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرها ، ثم قال : نفسي نفسي نفسي على أن تسميتها وإنها معاريض بالكذبات إخبار الشيء على خلاف ما هو به ؟ قلت : نحن وإن أخرجناها عن مفهوم الكذبات باعتبار التورية ، وسميناها معاريض ، فلا شك أن صورتها صورة التعويج عن المستقيم ، فالحبيب قصد إلى براءة ساحة الخليل عما لا يليق به ، فسماها معاريض ، والخليل لمح إلى مرتبة الشفاعة هنالك ، وإنها مختصة بالحبيب ، فتجوز بالكذبات . ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية