الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6971 [ ص: 253 ] 16 - باب: قول الله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه [ القصص: 88 ]

                                                                                                                                                                                                                              7406 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أعوذ بوجهك ". فقال: أو من تحت أرجلكم [ الأنعام: 65 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أعوذ بوجهك ". قال: أو يلبسكم شيعا [ الأنعام: 65 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا أيسر ". [ انظر: 4628 - فتح: 13 \ 388 ].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لما نزلت هذه الآية: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أعوذ بوجهك". الحديث، وقد سلف، قال سفيان في قوله: إلا وجهه

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عبيدة: إلا جاهه، واحتج بقوله: لفلان جاء في الناس أي: وجه، وقيل: إلا إياه كقولك: أكرم الله وجهه، وفلان وجه القوم.

                                                                                                                                                                                                                              واستدلاله من هذه الآية، والحديث على أن لله وجها هو صفة ذاته لا يقال: هو هو ولا هو غيره بخلاف قول المعتزلة، ومحال أن يقال هو جارحة كالذي نعلمه من الوجوه، كما لا يقال: هو تعالى فاعل وحي وعالم كالفاعلين والأحياء والعلماء الذين نشاهدهم وإذا استحال قياسه تعالى على الشاهد والحكم له بحكمهم مع مشاركتهم ( له ) [ ص: 254 ] في التسمية، كذلك يستحيل الحكم لوجهه تعالى الذي هو صفة ذاته بحكم الوجوه التي نشاهدها، وإنما لم يجز أن يقال: إن وجهه جارحة; لاستحالة وصفه تعالى بالجوارح; لما فيها من أثر الصنعة ولم يقل في وجهه: إنه هو; لاستحالة كونه تعالى وجها.

                                                                                                                                                                                                                              وقد اجتمعت الأمة على أنه لا يقال: يا وجه اغفر لي، ولم يجز أن يكون وجهه غيره; لاستحالة مفارقته له بزمان أو مكان أو عدم أو وجود، فثبت أن له وجها لا كالوجوه; لأنه ليس كمثله شيء.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية