الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به [16]

                                                                                                                                                                                                                                        أي لو شاء الله ما أرسلني إليكم فتلوت عليكم القرآن ولا أعلمكم به أي القرآن ، قال أبو حاتم : سمعت الأصمعي يقول سألت أبا عمرو بن العلاء عن قراءة الحسن ( ولا أدرأتكم به ) أله وجه قال لا ، قال أبو عبيد : لا وجه لقراءة الحسن ( ولا أدرأتكم به ) إلا على الغلط معنى قول أبي عبيد إن شاء الله على الغلط أنه يقال دريت أي علمت وأدريت غيري ويقال درأت أي دفعت فيقع الغلط بين دريت وأدريت ودرأت ، وقال أبو حاتم يريد الحسن فيما أحسب ولا أدريتكم به فأبدل من الياء ألفا على لغة بني الحارث بن كعب [ ص: 249 ] لأنهم يبدلون من الياء ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل إن هذان لساحران ، قال أبو جعفر : هذا غلط لأن الرواية عن الحسن ( ولا أدرأتكم به ) بالهمز وأبو حاتم تكلم على أنه بغير همز ويجوز أن يكون من درأت إذا دفعت أي ولا أمرتكم أن تدفعوا وتتركوا الكفر بالقرآن ( فقد لبثت فيكم عمرا من قبله ) في الكلام حذف والتقدير فقد لبثت فيكم عمرا من قبله تعرفوني بالصدق والأمانة لا أقرأ ولا أكتب ثم جئتكم بالمعجزات ( أفلا تعقلون ) أن هذا لا يكون إلا من عند الله جل وعز .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية