الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 139 ) مسألة قال وتخليل ما بين الأصابع تخليل أصابع اليدين والرجلين في الوضوء مسنون ، وهو في الرجلين آكد ; { لقول النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة : أسبغ الوضوء وخلل الأصابع } . وهو حديث صحيح ، وقال المستورد وقال المستورد بن شداد : { : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره . } رواه أبو داود ، وابن ماجه ، والترمذي ، وقال : لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة . ويستحب أن يخلل أصابع رجليه بخنصره لهذا الحديث ، ويبدأ في تخليل اليمنى من خنصرها إلى إبهامها ، وفي اليسرى من إبهامها إلى خنصرها ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيمن في وضوئه . وفي هذا تيمن

                                                                                                                                            ( 140 ) فصل : ` ويستحب أن يعرك رجله بيده ، ويتعهد عقبيه ، والمواضع التي يزلق عنها الماء ، قال أبو داود : قلت لأحمد : إذا توضأ فأدخل رجله في الماء ، فأخرجها ؟ قال : ينبغي أن يمر يده على رجله ، ويخلل أصابعه . قلت : فإن لم يفعل ، يجزئه ؟ قال : أرجو أن يجزئه من التخليل أن يحرك رجله في الماء ، فإنه ربما زلق الماء عن الجسد في الشتاء . قيل له : من توضأ يحرك خاتمه ؟ قال : إن كان ضيقا لا بد أن يحركه ، وإن كان واسعا يدخل فيه الماء أجزأه ، وقد روى أبو رافع ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { كان إذا توضأ حرك خاتمه . } وإذا شك في وصول الماء إلى ما تحته وجب تحريكه ; ليتيقن وصول الماء إليه ; لأن الأصل عدم وصوله . وإن التف بعض أصابعه على بعض وكان متصلا ، لم يجب فصل إحداهما من الأخرى ; لأنهما صارتا كأصبع واحدة .

                                                                                                                                            وإن لم يكن ملتصقا وجب إيصال الماء إلى ما بينهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية