nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون
الجملة مستأنفة ابتدائية تعداد لأحوالهم . ومعناها ناشئ عن مضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لن نؤمن لكم تنبيها على أنهم لا يرعوون عن الكذب ومخادعة المسلمين ، فإذا قيل لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لن نؤمن لكم حلفوا على أنهم صادقون ترويجا لخداعهم .
[ ص: 9 ] وهذا إخبار بما سيلاقي به المنافقون المسلمين قبل وقوعه وبعد رجوع المسلمين من الغزو .
و ( إذا ) هنا ظرف للزمن الماضي .
وحذف المحلوف عليه لظهوره ، ولتقدم نظيره في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=42وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم إلا أن ما تقدم في حلفهم قبل الخروج .
والانقلاب : الرجوع ، وتقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144انقلبتم على أعقابكم في آل عمران .
وصرح بعلة الحلف هنا أنه لقصد إعراض المسلمين عنهم ، أي عن عتابهم وتقريعهم ، للإشارة إلى أنهم لا يقصدون تطييب خواطر المسلمين ولكن أرادوا التملص من مسبة العتاب ولذعه . ولذلك قال في الآيتين الأخريين
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62يحلفون بالله لكم ليرضوكم -
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=96يحلفون لكم لترضوا عنهم لأن ذلك كان قبل الخروج إلى الغزو فلما فات الأمر وعلموا أن حلفهم لم يصدقه المسلمون صاروا يحلفون لقصد أن يعرض المسلمون عنهم .
وأدخل حرف ( عن ) على ضمير المنافقين بتقدير مضاف يدل عليه السياق لظهور أنهم يريدون الإعراض عن لومهم . ففي حذف المضاف تهيئة لتفريع التقريع الواقع بعده بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95فأعرضوا عنهم ، أي فإذا كانوا يرومون الإعراض عنهم فأعرضوا عنهم تماما .
وهذا ضرب من التقريع فيه إطماع للمغضوب عليه الطالب بأنه أجيبت طلبته حتى إذا تأمل وجد ما طمع فيه قد انقلب عكس المطلوب فصار يأسا لأنهم أرادوا الإعراض عن المعاتبة بالإمساك عنها واستدامة معاملتهم معاملة المسلمين ، فإذا بهم يواجهون بالإعراض عن مكالمتهم ومخالطتهم وذلك أشد مما حلفوا للتفادي عنه . فهو من تأكيد الشيء بما يشبه ضده أو من القول بالموجب .
وجملة ( إنهم رجس ) تعليل للأمر بالإعراض . ووقوع ( إن ) في أولها مؤذن بمعنى التعليل .
[ ص: 10 ] والرجس : الخبث . والمراد تشبيههم بالرجس في الدناءة ودنس النفوس . فهو رجس معنوي . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
والمأوى : المصير والمرجع .
و ( جزاء ) حال من جهنم ، أي مجازاة لهم على ما كانوا يعملون .
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ تَعْدَادٌ لِأَحْوَالِهِمْ . وَمَعْنَاهَا نَاشِئٌ عَنْ مَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُمْ لَا يَرْعَوُونَ عَنِ الْكَذِبِ وَمُخَادِعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=94لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ حَلَفُوا عَلَى أَنَّهُمْ صَادِقُونَ تَرْوِيجًا لِخِدَاعِهِمْ .
[ ص: 9 ] وَهَذَا إِخْبَارٌ بِمَا سَيُلَاقِي بِهِ الْمُنَافِقُونَ الْمُسْلِمِينَ قَبْلَ وُقُوعِهِ وَبَعْدَ رُجُوعِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْغَزْوِ .
وَ ( إِذَا ) هُنَا ظَرْفٌ لِلزَّمَنِ الْمَاضِي .
وَحَذْفُ الْمَحْلُوفِ عَلَيْهِ لِظُهُورِهِ ، وَلِتَقَدُّمِ نَظِيرِهِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=42وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ إِلَّا أَنَّ مَا تَقَدَّمَ فِي حَلِفِهِمْ قَبْلَ الْخُرُوجِ .
وَالِانْقِلَابُ : الرُّجُوعُ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فِي آلِ عِمْرَانَ .
وَصَرَّحَ بِعِلَّةِ الْحَلِفِ هُنَا أَنَّهُ لِقَصْدِ إِعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ عَنْهُمْ ، أَيْ عَنْ عِتَابِهِمْ وَتَقْرِيعِهِمْ ، لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّهُمْ لَا يَقْصِدُونَ تَطْيِيبَ خَوَاطِرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَكِنْ أَرَادُوا التَّمَلُّصَ مِنْ مَسَبَّةِ الْعِتَابِ وَلَذْعِهِ . وَلِذَلِكَ قَالَ فِي الْآيَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=62يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ -
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=96يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ الْخُرُوجِ إِلَى الْغَزْوِ فَلَمَّا فَاتَ الْأَمْرُ وَعَلِمُوا أَنَّ حَلِفَهُمْ لَمْ يُصَدِّقْهُ الْمُسْلِمُونَ صَارُوا يَحْلِفُونَ لِقَصْدِ أَنْ يُعْرِضَ الْمُسْلِمُونَ عَنْهُمْ .
وَأُدْخِلَ حَرْفُ ( عَنْ ) عَلَى ضَمِيرِ الْمُنَافِقِينَ بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ لِظُهُورِ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْإِعْرَاضَ عَنْ لَوْمِهِمْ . فَفِي حَذْفِ الْمُضَافِ تَهْيِئَةٌ لِتَفْرِيعِ التَّقْرِيعِ الْوَاقِعِ بَعْدَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=95فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ، أَيْ فَإِذَا كَانُوا يَرُومُونَ الْإِعْرَاضَ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ تَمَامًا .
وَهَذَا ضَرْبٌ مِنَ التَّقْرِيعِ فِيهِ إِطْمَاعٌ لِلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِ الطَّالِبِ بِأَنَّهُ أُجِيبَتْ طِلْبَتُهُ حَتَّى إِذَا تَأَمَّلَ وَجَدَ مَا طَمِعَ فِيهِ قَدِ انْقَلَبَ عَكْسَ الْمَطْلُوبِ فَصَارَ يَأْسًا لِأَنَّهُمْ أَرَادُوا الْإِعْرَاضَ عَنِ الْمُعَاتَبَةِ بِالْإِمْسَاكِ عَنْهَا وَاسْتِدَامَةِ مُعَامَلَتِهِمْ مُعَامَلَةَ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِذَا بِهِمْ يُوَاجَهُونَ بِالْإِعْرَاضِ عَنْ مُكَالَمَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَذَلِكَ أَشَدُّ مِمَّا حَلَفُوا لِلتَّفَادِي عَنْهُ . فَهُوَ مِنْ تَأْكِيدِ الشَّيْءِ بِمَا يُشْبِهُ ضِدَّهُ أَوْ مِنَ الْقَوْلِ بِالْمُوجَبِ .
وَجُمْلَةُ ( إِنَّهُمْ رِجْسٌ ) تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالْإِعْرَاضِ . وَوُقُوعُ ( إِنَّ ) فِي أَوَّلِهَا مُؤْذِنٌ بِمَعْنَى التَّعْلِيلِ .
[ ص: 10 ] وَالرِّجْسُ : الْخُبْثُ . وَالْمُرَادُ تَشْبِيهُهُمْ بِالرِّجْسِ فِي الدَّنَاءَةِ وَدَنَسِ النُّفُوسِ . فَهُوَ رِجْسٌ مَعْنَوِيٌّ . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
وَالْمَأْوَى : الْمَصِيرُ وَالْمَرْجِعُ .
وَ ( جَزَاءً ) حَالٌ مِنْ جَهَنَّمَ ، أَيْ مُجَازَاةً لَهُمْ عَلَى مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .