الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 2961 ] القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 12 ] إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان .

                                                                                                                                                                                                                                      إذ يوحي ربك إلى الملائكة أي : الذين أمد بهم المسلمين ، أني معكم أي : بالعون والنصر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الجشمي : يحتمل مع الملائكة ، إذا أرسلهم ردءا للمسلمين ، ويحتمل مع المسلمين ، كأنه قيل : أوحي إلى الملائكة أني مع المؤمنين ، فانصروهم وثبتوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : فثبتوا الذين آمنوا أي : بدفع الوسواس وبالقتال معهم والحضور مددا وعونا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب أي : الخوف .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم علمهم تعالى كيفية الضرب بقوله تعالى : فاضربوا أمر للمؤمنين أو للملائكة . وعليه ، ففيه دليل على أنهم قاتلوا : فوق الأعناق أي : أعالي الأعناق التي هي المذابح ، تطييرا للرءوس ، لأنها فوق الأعناق .

                                                                                                                                                                                                                                      واضربوا منهم كل بنان أي : أصابع ، جمع ( بنانة ) ، قيل : المراد بالبنان ، مطلق الأطراف مجازا ، تسمية للكل بالجزء ، لوقوعها في مقابلة الأعناق والمقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والمعنى : اضربوهم كيفما اتفق من المقاتل وغيرها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية