الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14876 6397 - (15300) - (3 \ 400) عن عبد الله بن الحارث ، قال : زوجني أبي في إمارة عثمان ، فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء صفوان بن أمية ، وهو شيخ كبير ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " انهسوا اللحم نهسا ; فإنه أهنأ وأمرأ ، أو أشهى وأمرأ " . قال سفيان : الشك مني أو منه .

التالي السابق


* قوله : "في إمارة عثمان " : - بكسر الهمزة - ; أي : زمن كونه أميرا .

"انهسوا اللحم نهسا " : قال السيوطي في "حاشية أبي داود " : هو بالسين المهملة ، وهو أخذ اللحم بالفم من العظم .

وفي "المجمع " : هو بالإهمال : بمقدم الفم ، وبالإعجام : بالأضراس ، وقيل : هما بمعنى .

قلت : فيجوز بالإعجام ها هنا أيضا .

* "أمرأ " : كلاهما بالهمزة ، يقال : هنؤ الطعام : صار هنيئا ، ومرأ : صار مريا ، وهو ألا يثقل على المعدة ، وينهضم عنها طيبا .

وقيل : المراد : أنه اللذيذ الموافق للغرض ، وما جاء أنه صلى الله عليه وسلم قطع اللحم بالسكين ، فهو محمول على الحاجة .

[ ص: 227 ] وقيل : هذا إرشاد إلى الأولى والأفضل والأطيب كما يدل عليه التعليل ، وما جاء ، فهو بيان للجواز .

وبالجملة : فالحكم بالوضع على حديث عائشة الموافق لهذا الحديث كما فعله ابن الجوزي غير سديد ، نعم قد تفرد أبو معشر برواية عائشة ، وليس بالقوي ، لكن لا يلزم بذلك الوضع ، سيما إذا ثبت معناه كما في هذا الحديث ، وكذا حديث أم سلمة أخرجه الطبراني ، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية