الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              698 حدثنا أحمد بن عبدة أنبأنا حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال ذكروا تفريطهم في النوم فقال ناموا حتى طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد قال عبد الله بن رباح فسمعني عمران بن الحصين وأنا أحدث بالحديث فقال يا فتى انظر كيف تحدث فإني شاهد للحديث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما أنكر من حديثه شيئا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( ذكروا تفريطهم ) أي تقصيرهم في شأن الصلاة في النوم أي بسبب النوم أي ذكروا أنا فرطنا في الصلاة لأجل نومنا عنها فقال أي قائلهم إنكارا لفعلهم ناموا حتى طلعت الشمس فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - تهوينا للأمر عليهم وإزالة لما لحقهم من المشقة بفوت الصلاة عنهم ليس في النوم تفريط ليس المراد أن نفس فعل النوم والمباشرة بأسبابه لا يكون [ ص: 237 ] فيه تفريط أي تقصير فإنه قد يكون فيه تفريط إذا كان في وقت يفضي فيه النوم إلى فوت الصلاة مثلا كالنوم قبل العشاء وإنما المراد أن ما فات حالة النوم فلا تفريط في وقته لأنه فات بلا اختيار وأما المباشرة بالنوم فالتفريط فيها تفريط حالة اليقظة ولفظ اليقظة بفتحتين ولوقتها من الغد أي ليصل لوقته ولوقتها من الغد والمقصود المحافظة على مراعاة الوقت فيما بعد وأن لا يتخذ الإخراج عن الوقت والأداء في وقت آخر عادة له وذلك إما باعتبار أن متعلق من الغد مقدر والجملة عطف على الجملة أو باعتبار أن متعلقه هو قوله فليصلها أي بذكر الصلاة المنسية باعتبار أن وقتية اليوم الثاني هي عين المنسية في اليوم الأول نظرا إلى أنها واحدة من الخمس كالفجر والظهر وهذا هو الموافق لحديث عمران بن الحصين أنه - صلى الله عليه وسلم - لما صلى بهم قال : قلنا : يا رسول الله ألا نقضيها لوقتها من الغد فقال نهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم ولم يقل أحد بتكرار القضاء والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية