الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1638 [ ص: 22 ] مالك ، عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع أحد بني سعد بن ليث ، وهو مدني ثقة ، روى عنه مالك وغيره ، لمالك عنه حديث واحد .
مالك ، عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع ، أن يحنس مولى الزبير بن العوام أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة ، فأتته مولاة له تسلم عليه ، فقالت : إن أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن ; اشتد علينا الزمان ، فقال لها عبد الله بن عمر : اقعدي لكع ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016140لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة .
[ ص: 23 ] هكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=17342يحيى بن يحيى هذا الحديث عن مالك فقال فيه : عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع ، وكذلك رواه ابن بكير وأكثر الرواة .
ورواه ابن القاسم ، ، عن مالك ، عن قطن بن وهب ، عن عويمر بن الأجدع - أن يحنس ، والصحيح ما رواه يحيى ومن تابعه ، وكذلك نسبه nindex.php?page=showalam&ids=12613ابن البرقي ، وقال فيه nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي : عن قطن بن وهب أن يحنس مولى الزبير ، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي تشهد لصحة ما روى يحيى ومن تابعه - والله أعلم .
وكذلك قال أبو مصعب عن مالك ، عن قطن بن وهب أن يحنس :
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14110الحسن بن رشيق ، حدثنا محمد بن رزيق بن جامع ، حدثنا أبو مصعب ، حدثنا مالك ، عن قطن بن وهب أن يحنس مولى الزبير ، أخبره أنه كان جالسا مع عبد الله بن عمر في الفتنة - فذكر الحديث .
وكذلك حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم أيضا ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12480أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16628علي بن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي البصري أبو عبد الله ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، عن قطن بن وهب ، عن يحنس مولى الزبير أنه أخبره عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016141لا يصبر على لأوائها - يعني المدينة - وشدتها - أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة .
قال : أبو عمر :
قوله : على لأوائها وشدتها - يعني المدينة - والشدة : الجوع ، واللأواء : تعذر المكسب وسوء الحال .
[ ص: 24 ] وأما قوله : لكع ، فإنه أراد ضعيفة الرأي ، وأصل هذه اللفظة : الخسة والدناءة والضعف ، ويقال للرجل : لكع ، وللمرأة أيضا : لكع ، وقد يقال للمرأة لكاع مبني على الكسر مثل حذام وقطام .
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : يأتي على الناس زمان أسعد الناس فيه بالدنيا لكع بن لكع .
وفي هذا الحديث nindex.php?page=treesubj&link=30718_30682فضل المدينة ، وفضلها غير مجهول ، ومخرج حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر هذا يعم الأوقات كلها .
وقد قيل : إن ذلك إنما ورد فيمن صبر على لأوائها وشدتها ذلك الوقت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدليل خروج الصحابة عنها بعده ، وقد بينا هذا المعنى في غير موضع من كتابنا هذا - والحمد لله .
وقد أخبرنا سعيد بن عثمان ، قال : حدثنا أحمد بن دحيم ، وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، قالا : حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي ، قال : حدثنا أبو عبيد الله المخزومي سعيد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا موسى بن أبي عيسى أنه سمع أبا عبد الله القراظ يقول : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016143أيما جبار أراد أهل المدينة بسوء ، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء ، ولا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ، والقول في هذا الحديث كالقول في حديث قطن بن وهب ، وقد تقدم فضل المدينة في مواضع من هذا الكتاب ، والحمد لله .
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12158أبو معشر المدني عن عبد السلام بن محمد بن أبي الجنوب ، عن الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=249معقل بن يسار ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : المدينة [ ص: 25 ] مهاجري ومضجعي من الأرض ، وحق على أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر ، فمن لم يفعل سقاه الله من طينة الخبال : عصارة أهل النار ، وهذا إسناد فيه لين وضعف ليس مما يحتج به ، والفضائل يتسامح فيها قديما - والله المستعان .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15974سعيد بن أبي مريم ، حدثنا مالك ، عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع أن يحنس مولى الزبير أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة ، فأتته مولاة له تسلم عليه ، فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، إني أردت الخروج اشتد علينا الزمن ، فقال لها : اقعدي لكع ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016145لا يصبر أحد على لأوائها وشدتها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة .