الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1492 - أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن [ ص: 18 ] محمد بن عمرو بن حزم ، عن يحيى بن عبد الله ، عن عمارة بن عمرو بن حزم ، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال : بعثني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مصدقا ، فمررت برجل فجمع لي ماله لم أجد عليه فيها إلا ابنة مخاض ، فقلت له : أد ابنة مخاض فإنها صدقتك ، فقال : ذاك ما لا لبن فيه ولا ظهر ، ولكن هذه ناقة عظيمة سمينة فخذها فقلت له : ما أنا بآخذ ما لم أؤمر به ، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منك قريب ، فإن أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت علي فافعل ، فإن قبله منك قبلته ، وإن رده عليك رددته قال : فإني فاعل قال : فخرج معي ، وخرج بالناقة التي عرض علي حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : يا نبي الله ، أتاني رسولك ليأخذ من صدقة مالي ، وايم الله ما قام في مالي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا رسوله قط قبله فجمعت له مالي ، فزعم أن ما علي فيه إلا ابنة مخاض ، وذاك ما لا لبن فيه ولا ظهر ، وقد عرضت عليه ناقة عظيمة ليأخذها فأبى علي ، وها هي ذه قد جئتك بها يا رسول الله خذها ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ذلك الذي عليك ، فإن تطوعت بخير أجرك الله فيه وقبلناه منك " . قال : فها هي هذه يا رسول الله قد جئتك بها فخذها قال : فأمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقبضها ، ودعا في ماله بالبركة " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية